نازلي إيليجاك
كان استطلاع الرأي الذي أجرته شركة جيزيجي التركية للدراسات هو أكثر استطلاعات الرأي التي أظهرت أقل نسبة متوقعة للأصوات التي من المفترض أن يحصدها حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وكانت هذه الشركة هي الأولى التي تعلن أن نسبة الأصوات المتوقعة للحزب أقل من 40%، وبالتحديد 39.8%. وبعد ذلك عدّلت الشركة هذه النسبة إلى 39.2%، أما في الاستطلاع الأخير فقد انخفضت هذه النسبة إلى 38.1%.
أما وضع حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، فليس أفضل حالًا من حال غريمه حزب العدالة والتنمية؛ إذ تراجعت نسبة أصواته بشكل ضئيل. وفي مقابل ذلك نرى حزب الحركة القومية يتقدم، فبينما كانت نسبة أصواته المتوقعة في حدود 17%، أظهر استطلاع الرأي الأخير أنها ارتفعت إلى 18%. هذا في حين أن حزب الشعوب الديمقراطية تبلغ نسبته 11%، وهي أعلى بنقطة واحدة عن الحد الأدنى من الأصوات التي يجب عليه حصدها لدخول البرلمان.
يعتبر حزب الشعوب الديمقراطية هو أهم عنصر سيحدد عدد المقاعد التي سيحجزها كل حزب سياسي في البرلمان. فلو استطاع هذا الحزب تخطي حاجز الحد الأدنى من الأصوات لدخول البرلمان (10%) فهذا يعني أن حزب العدالة والتنمية لن يستطيع تشكيل الحكومة بمفرده حتى وإن حصد 42% من الأصوات. غير أنه ليس من الواضح حتى هذه اللحظة ما إذا كان حزب الشعوب الديمقراطية سيتمكن من دخول البرلمان أم لا؛ إذ إن جميع استطلاعات الرأي الحالية تقريبية وليست مؤكدة.
أعجبني كثيرًا الشعار الذي أطلقه رئيس حزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دميرطاش منذ اليوم الأول لحملته الانتخابية وقال فيه “سنهدم حاجز دخول البرلمان”. ذلك أن هدم هذا الحاجز يعني ضمان العدل وفتح الطريق أمام ترسيخ دعائم الديمقراطية. فالقضية ليست منع حزب العدالة والتنمية من تشكيل الحكومة بمفرده فقط، بل هي في الوقت نفسه فتح الباب أمام حزب الشعوب الديمقراطية ليشعر بأنه حزب تركي كسائر الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان.
إن الانتخابات البرلمانية التي ستجرى يوم 7 يونيو / حزيران المقبل في تركيا لن تحدد من سيحكم البلاد فحسب، بل ستحدد في الوقت نفسه مواصفات النظام الحاكم. فالشعب التركي إما أنه سيواصل العيش تحت وطأة نظام قمعي وفي ظل مناخ سياسي تزيد وخامته بمرور الوقت، وإما أنه سيسير بخطى ثابتة نحو “تركيا جديدة” يحاسَب بها اللصوص وتزيد الثقة في نظامها العدلي ويحصل فيها الإعلام على حريته الكاملة.
جريدة بوجون
30/4/2015