الأمم المتحدة (أ ب)- أنحت إسرائيل باللائمة على جيرانها العرب في الإخفاق في إحراز تقدم بشأن جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، قائلة إنه “إذا لم يظهر جهد إقليمي جاد في الشرق الأوسط على مدار السنوات الخمس الماضية، فليس بسبب إسرائيل”.
ويعد بيان إسرائيل، والذي تم توزيعه الخميس خلال مؤتمر عالمي بشأن معاهدة تاريخية لنزع السلاح النووي، أول تعليق علني يصدر عنها منذ أن ظهرت فجأة بصفة مراقب. ولم تعلن إسرائيل صراحة عن أسلحتها النووية، كما أنها ليست من الموقعين على معاهدة حظر الانتشار النووي.
وكبلد مراقب، لا يمكن لإسرائيل إلقاء كلمة في المؤتمر الحالي، حيث أعربت دول عديدة عن شعورها بالإحباط لعدم عقد اجتماع بشأن جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، رغم وعود بعقده منذ عام 2012. وكان هذا الهدف قد تحدد خلال آخر مرة نظم فيها المؤتمر قبل خمسة أعوام.
ويعد جعل منطقة الشرق الأوسط، إحدى أكثر المناطق توترا في العالم، خالية من السلاح النووي قضية يندر الاتفاق عليها في هذه الآونة بين الولايات المتحدة وروسيا، وقد تحولت عوضا عن هذا إلى ما هو أشبه بقتامة الحرب الباردة. وقد حث البلدان خلال الأسبوع الحالي على إحراز تقدم، حيث أعربت روسيا عن “سخطها الشديد” إزاء تأجيل الاجتماع، ووصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المنطقة المقترحة ب”هدف طموح ومحفوف بالتحديات” ولكن يستحق السعي من أجل تحقيقه.
كما استغلت إيران، التي تحتج إسرائيل بشدة على برنامجها النووي، الجمود بشأن إقامة المنطقة كفرصة لرد الانتقاد الإسرائيلي.
ففي كلمة نيابة عن أكثر من مائة دولة أغلبها من الدول النامية، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إسرائيل الاثنين إلى التخلي عن أسلحتها النووية، قائلا إنها تمثل “تهديدا إقليميا”.
وورد في بيان إسرائيل أنها كانت ترغب في عقد اجتماع مع جيرانها فيما يتعلق بتحديد أجندة للمحادثات بشأن جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، ولكن بعد خمس جولات من المشاورات مع بعض من جيرانها العرب في سويسرا في الفترة بين أكتوبر / تشرين أول 2013 ويونيو / حزيران 2014، لم تواصل الدول العربية المحادثات، بحسب البيان.
ووفقا للبيان، فقد كانت المشاورات “أول تواصل مباشر بين إسرائيل وجيرانها بشأن هذه القضية في غضون أكثر من عشرين عاما”.
وكان رد إسرائيل “إيجابيا” بشأن دعوات من جانب الوسيط الفنلندي في أكتوبر / تشرين أول من العام الماضي و يناير / كانون ثان من العام الحالي لعقد الجولة السادسة من المباحثات، ولكنهم أجلوا الموعد عدة مرات ولم تعقد المحادثات، بحسب البيان، وفي إشارة إلى الدول العربية.
كما جاء في البيان أن “هذه المعارضة الشديدة لإجراء الحوار المباشر مع إسرائيل … تؤكد وتعزز انعدام الثقة والشكوك بين دول المنطقة … في نهاية المطاف، من الصعب فهم كيفية معالجة قضايا نزع السلاح والسيطرة على الأسلحة والأمن الإقليمي بدون أي حوار مباشر بين دول المنطقة، كما تقترح مجموعة الدول العربية”.
لم تفسر إسرائيل في بيانها المعوقات التي تحول دون استمرار المحادثات، لكنها دعت إلى حوار بدون “رعاية خارجية لا تنبع من المنطقة”.
يقول مسؤولون إسرائيليون إن قرار المشاركة في المؤتمر كمراقب للمرة الأولى منذ عام 1995 “يعكس التزام إسرائيل بمبدأ حظر الانتشار النووي”.
ودعا المسؤولون إلى “تواصل وحوار مباشرين” مع الدول العربية بشأن عدد من القضايا الأمنية بناء على توافق.
تحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هوياتهم كونهم غير مخولين بمناقشة القضية مع الإعلام.
من جانبهم، ميز الفلسطينيون مشاركتهم الأولى في المؤتمر كدولة طرف بترديد دعوة المجموعة العربية إسرائيل “الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا تزال خارج معاهدة حظر الانتشار النووي، إلى التوقيع فورا على المعاهدة وبدون مزيد من التأجيل”.
AP