ياووز بايدار- جريدة بوجون
يتعرض بعض وسائل الإعلام في تركيا لحملة هجوم كبيرة من جانب حكومة حزب العدالة والتنمية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في السابع من شهر يونيو/ حزيران المقبل. فالحزب الحاكم يوجِّه تهديداته لوسائل الإعلام هذه بطريقة مباشرة من خلال مصطلحات معادية للديمقراطية من قبيل “القمع” و”إغلاق الفم” وما إلى ذلك.
إن التهديدات القادمة من الرئيس أردوغان وكوادر الحزب الحاكم والمقالات التي يكتبها “الكتاب المأجورون” الموجَّهون من قبل الحكومة ونيابة مكتب الجرائم المرتكبة ضد النظام الدستوري تستهدف المجموعات الإعلامية التي تكافح من أجل الحيادية والاستقلالية بالرغم من الضغوط التي تمارَس عليها.
ثمة تأثير واضح للغاية في هذا المشهد “التهديدي” لخوف حزب العدالة والتنمية من فقدانه أصوات الناخبين قبيل الانتخابات. فلماذا يستهدفون مجموعات دوغان وزمان وسامان يولو وإيبك الإعلامية؟
وبقدر ما أن المشكلة ذات صلة بحالة “الفزع” التي أصابت الحكومة، فإنها تربطها كذلك بالحملة التي يقودها الحزب الحاكم نحو الاستبدادية مستغلًا سلبية المجتمع وخوف أفراده وتحينهم الفرصة للإساءة إلى بعضهم البعض.
فإذا استهدف البعض وسائل الإعلام التي تسمح بعرض آراء المعارضة السياسية على صفحاتها علينا أن ننظر بعناية إلى خلفية هذه التهديدات.
لقد دخلت تركيا مرحلة استثنائية يبذل فيها الحزب الحاكم ما بوسعه لجعل وسائل الإعلام بلا تأثير، وذلك عن طريق استغلال كل الإمكانيات المؤسسية والموارد البشرية المستأجرة وما إلى ذلك على أكمل وجه.
لقد بقي عدد قليل جدًا من وسائل الإعلام في تركيا التي تعتبر الاستقلالية شيئًا لا غنى عنه، فصحف مثل جمهوريت وطرف وبيرجون ومواقع إخبارية مثل تي 24 وديكن يبدو أنها عازمة على مواصلة التناول الإعلامي الناقد لقرارات الحكومة.
الهدف الأول قمع القنوات الفضائية
لكننا مؤخرًا أصبحنا أمام مفهوم مختلف وقاسم مشترك للصورة التي تهدد علانيةً مجموعات دوغان وزمان وسامان يولو وإيبك الإعلامية.
أما أكثر ما يزعج الحكومة فهو مواصلة القنوات الفضائية المملوكة لهذه المجموعات الإعلامية موقفها الرافض جزئيًا أو كليًا لتدخل الحكومة في عمل الإعلام في محاولة لتوجيهه كيفما تشاء.
إن أهم مغامرة هي القنوات التليفزيونية. أما سبب توجيه هجمات الحكومة إلى المجموعات الإعلامية التي تمتلك قنوات تليفزيونية على وجه الخصوص واستهداف مقدمي الأخبار المعروفين على شاشات التليفزيون، بحسب الدراسات، فهو أن القنوات التليفزيونية هي المصدر الوحيد للأخبار بالنسبة لـ80% على الأقل من الشعب التركي.
ولهذا يرى الحزب الحاكم أن السيطرة الكاملة على هذه القنوات أو قمعها على الأقل تعتبر أهم نقاط التلاعب الجماعي و”التنويم المغناطيسي” للجماهير، وهي تتخذ في ذلك نماذج روسيا ودول آسيا الوسطى كمصدر إلهام لها.
20/5/2015