يعدّ ائتلاف Fédaction تجمعا لعشرات الجمعيات العانيَة بالتطلعات التي يحملها البلجيكيون من أصول تركيَّة، حيث يضمّ، على وجه التحديد، ما يعادل 52 من التنظيمات المدنيَّة، الناشطة بعدد من المجالات الثقافيَّة والفنيَّة والاجتماعية والاقتصادية والدينيَّة، والباحثة عن تقويَّة مكانتها وأدائها بالتكتل وسط تجمّع تتنامَى قوّته بتوالي الأيام وتناسل الأنشطة التي يبصم عليها بالمنطقتين الفرنكوفونية والفلامانيَّة من المملكَة البلجيكيَّة.
ويتوفر ذات التنظيم التكتّليّ على بنية هرميَّة تنظّم أداء الجمعيات المنتميَّة، محددا في مجلس استشاريّ أعلَى، ومجلس إداريّ للإتلاف، إضافة لفريق عمل مركزيّ، وكذا مدراء جهويّين ناشطين ليمبورج وآنفيرس وهينوير وغانت ولييج، فيما يبقَى ذات الائتلاف الجمعويّ غير منكر لقربه الشديد من حركَة “الخدمَة” التي يؤثر فيها بقوّة فكر مؤسسها، فتح الله كولن، قائد أكبر حركة لـ”الإسلام الاجتماعي” في العالم، والمستقرّ بالولايات المتحدة الأمريكيّة.
ديناميّة عاليّة يعرفها المقر الاجتماعي المركزي لـFédaction، بشارع القصور في شايربيك من العاصمة البلجيكيَّة بروكسيل.. فاتحا أبوابه أمام الرواد طيلة الأيَّام السبعة للأسبوع، ومحتضنا قاصديه وسط الفضاءات التي يتوفر عليها بالطوابق الستّة التي يتوفّر عليها، بدء من خدمة الاستقبال المتواجدة بالطابق الأرضيّ، ووصولا إلى قاعة الاجتماعات بأعلى دور في المبنَى، وهي التي قصدها كبار المسؤولين عن تدبير الشأن العام بالمملكَة في أكثر من مناسبة، مرورا بفضاءات التدريس الدّاعم، ومرافق التسيير الإداري وكذا الطابق الخامس المفرد لخدمات الإطعام.
اشتغالات الجمعيات المنتميَّة لـFédaction تهتمّ بالشباب والتربيَّة والمجتمع، والشؤون النسويّة، والمقاولات والمهن، الثقافة والفنون والإعلام، وهو ما يجعل تدخّلات ائتلاف التنظيمات المدنيَّة، الناشط بقوّة وسط الديار البلجيكيَّة، تُلبِّي جزء كبيرا من حاجيات ذوي الأصول التركيَّة بالبلاد، بل يمتدّ عملها صوب متأصلين من فضاءات جغرافيَّة أخرَى غير الأناضول، ومنهم الجاليَة المغربيَّة.
تنتمي 10 مدارس إلى ائتلاف Fédaction المقرّب من “حركة كُولن”، وهي فضاءات التدريس الموزّعة على عموم مناطق المملكَة البلجيكيَّة وتتفاعل بشكل يوميّ مع ما يعادل 4000 من التلاميذ المتابعين دراستهم من الطور الابتدائيّ حتّى الثانويّ، إضافة لمسجّلين بخدمات الحضانات وكذا المرحلة ما قبل المدرسيَّة.
ويكشف مسؤولون بنفس التكتل الجمعويّ أن عددا كبيرا من هؤلاء المتعلّمين هم من ذوي أصول مغربيَّة، قبل أن يبرّروا ذلك، ضمن لقاء حضرته هسبريس، بالتنصيص على أن المعطَى ليس غريبا وأن “الحضور الكبير للجالية المغربيَّة ببلجيكا يجعل نسبة حضورها مرتفعة بعدد كبير من المدارس”.
كايهَان إليوك، المدير المساعد بالتعليم الابتدائي لـEcole des étoiles، وهي المنتميَّة لـFédation، يورد لهسبريس بأن المؤسسة التي يشتغل ضمنها تتوفر على 410 من تلاميذ السلك الابتدائيّ موزعين على 12 فصلا، و650 تلميذا باحتساب المتمدرسين بكل الأسلاك.. كاشفا أن 40% من هؤلاء هم متأصلون من المغرب، و10% من أصول أخرَى غير تركيَّة.
ويضيف كايهان، حين حديثه لهسبريس خلال جولة نظمت لصحفيّين بغالبيّة فضاءات المؤسسة التعليميّة التي يشتغل بها والتي تمتدّ على مساحة مغطّاة من 7000 متر مربّع ببروكسيل، أن “مدرسة النجوم” قد طالها التجديد على مستوى البنايات بفضل جهود المحسنين ورجال الأعمال، عكس المدارس التابعة للدولة التي طالها التقادم.
“نتوفر على سبورات ذكيّة متصلة بالإنترنيت وقادرة على الارتباط بألواح رقميَّة يستعملها المتعلّمون” يقول إليوك قبل أن يزيد: “نربّي تلامذتنا على التنافس حتّى يستأنسوا على إيجاد أماكن لهم مستقبلا، وذلك بتفعيل مسابقات بين المتمدرسين، سواء على صعيد المؤسسة أو بالتفاعل مع محيطها الخارجيّ، ويمكن القول إنّ هذا التوجه يلاقي نجاحا بفعل الإقبال الكبير الذي تلقاه خدمتنا التربويَّة بشكل دفعنا إلى تركيب أقسام مؤقتة بساحة المؤسّسة من أجل استيعاب الملتحقين الكثر”.
وتكلّف الدراسة بـEcole des étoile مساهمة ماليَّة شهريّة محدّدة في 100 أورو لكل تلميذ، ويقول المشرفون على المدرسَة إن الدولَة البلجيكيَّة تدعم كل متمدرس بقيمة مالية جزافية تصل إلى 500 أورو عن كل سنَة، فيما تتكلّف الحكومة بأداء كتلة الأجور الناجمة عن رواتب الإداريين والأساتذة.
وعن ذلك يعلق كايهان إليوك بقوله: “المساهمة المتلقاة عن كل تلميذ تبقى غير كافيَة من أجل تحقيق الجودة المطلوبة، أمّا عن تسديد الدولة لرواتب الطاقم التربوي فهو لا يحرم الإدارة الحق في اختيار الأطر التي ترتأي التعامل معها”.
ذات المتحدّث أضاف: “لنا نموذج خاص في التعاطي مع التلاميذ بتتبعنا لأوضاعهم حتّى وسط البيئة الأسريّة التي ينتمون إليها، ومن ذلك أن أساتذة يبرمجون زيارات للعوائل وسط بيوتها من أجل اشتغالات بيداغوجيَة يتسع الترحيب بالإقدام عليها مع توالي تحقيق هذه الخطوة ميدانيا، كما أن سعينا لتحقيق الجودة ضمن أدائنا التعليميّ يستحرض المشترك الثقافي ضمن الفعل التربويّ، زيادات على مراعاة الخصوصيّة الدينيَّة ضمن كلّ تفاصيل اشتغالنا مع التلاميذ وأولياء أمورهم”.