جولتكين أوجي – صحيفة بوجون
اهتزت تركيا على وقع الهجوم الوحشي في بلدة سروج.
فقدنا 32 مواطنا في هذه الهجمة الغادرة.
وتشير المعطيات وتصريحات المسؤولين إلى أن تنظيم داعش الإرهابي يقف وراء هذا التفجير.
كان من المتوقع أن خلايا داعش النائمة في تركيا ستنشط يوما لتنفذ عمليات إرهابية في تركيا.
لكن داعش لم تتبن الهجوم حتى الآن.
كان هناك تطورا حرجا وهو:
ففي نفس اليوم الذي وقعت فيه حادثة سروج نفذ العمال الكردستاني الإرهابي عملية اغتيال لأحد العاملين في قوات الدرك التركية في محافظة “أديمان”.
وقد قام العمال الكردستاني بهذه العملية في نفس اليوم الذي انتهى فيه وقف إطلاق النار.
ويجب على المدعي العام الذي سيحقق في هذه الملابسات أن يكون متأنيا وأن يفكر في هذه الاحتمالات دون أن ينساق مع توجهات الأكثرية والإعلام. ويجب عليه أن يبحث عن الأدلة في هذا الصدد:
1- قد يكون الهجوم من صنع داعش:
تشير المعطيات الحالية إلى داعش. فداعش معتادة على تنفيذ عمليات القتل الجماعي مثل هذا.
وللأسف بدأت داعش بإثبات وجودها في تركيا تعبيرا عن السخط تجاه العمال الكردستاني.
وثمة أسباب عديدة لقيام التنظيم بمثل هذه العملية في تركيا.
وقد أصبحت تركيا ممرا لقوات البارزاني والاتحاد الديمقراطي الكردي إبان معارك داعش والاتحاد في كوباني. ما أدى إلى تقوية الاتحاد في الشمال السوري.
صحيح أن داعش استفاد كثيرا من سياسة العدالة والتنمية في سوريا إلا أنها مستاءة جدا من سياساتها الحالية المناصرة للاتحاد الديمقراطي الكردي في الشمال السوري.
فداعش بطبيعة الحال يود نقل الأزمة السورية إلى تركيا.
لأنها تعلم أنها ستتلقى دعما كبيرا في تركيا من أجل مقاومة حزب العمال الكردستاني، مع أن ذلك يغفل عنه كثير من الناس حاليا. وذلك يعني أن حربا أهلية ستنتشر في تركيا كلها فيما بعد، وهذا يعني كارثة بالنسبة لتركيا.
2- قد يكون القائم بهذه الهجمة هو العمال الكردستاني بقناع داعش وهذا أيضا احتمال يجب أن يفكر فيه النائب العام.
ففي مثل هذه الحالة لن يعلن أي تنظيم مسؤوليته عن التفجير.
لأنه وكما تعلم المخابرات لا أحد يعلن المسؤولية عن حوادث القتل الجماعية تجنبا لردة الفعل العنيفة التي تصدر عن الشعب.
كما أن حصول الشعوب الديمقراطي على ما يقرب من 13% من الأصوات قد قلل من شعبية العمال الكردستاني لدى المجتمع الكردي.
وأدى انفجار سروج إلى تكاتف الأكراد في معارك كوباني، وبذلك انتقلت معاداة داعش إلى تركيا.
وفي الجنوب الشرقي من تركيا وصل التوتر إلى أعلى مستوياته بين حزب الله ذي الدوافع الدينية وبين العمال الكردستاني.
ومع معارك كوباني لمع نجم العمال الكردستاني على الساحة الدولية، كما بلغت شعبيته في جنوب شرق تركيا أقصى درجاتها.
أي إن كوباني انتقلت إلى تركيا.
وبذلك سيتمكن العمال الكردستاني من جعل المنطقة ميدانا للمقاومة المشروعة ضد داعش.
وفي هذه الحالة لن يتوانى العمال الكردستاني عن تنفيذ عملياته في تركيا.
3- قد تكون الهجمة من تخطيط جهاز المخابرات
في ظل قانون المخابرات الذي أقره أردوغان لم يعد هناك مفهوم للجريمة لدى المخابرات التركية. ولم تعد هناك رقابة ولا محاسبة. وفي مثل هذه الحال يمكن لعناصر المخابرات أن تتدخل بطريقتين:
– تحميل المسؤولية لداعش من أجل ترسيخ الفوضى في جنوب شرق البلاد.
– عدم إخبار الوحدات الأمنية بالحادثة مع علمها المسبق بها.
وللأسف لن يتمكن المدعي العام من البحث في هذا الاحتمال بسبب قانون المخابرات.
4- قد تكون وراء الحادث أياد للمخابرات الأجنبية:
وهذا احتمال وارد أيضًا.
فإن سلمنا بهذه الفرضية فهذا يعني أن القوى الفاعلة التي تقوم بمثل هذه التحذيرات، يمكنها أن تجعل تركيا في وقت قصير مثل سوريا.
ويمكن تخويل تنفيذ مثل هذه العملية إلى تنظيم من أمثال داعش أو العمال الكردستاني أو أي تنظيم إرهابي آخر.
ويمكن للتنظيم الإرهابي أن يتبنى الحادثة أو لا يتبناها حسب رغبة الدول المخططة لها.وفي أغلب الأحيان لا تتبناها.
وفي حال لم يتبنَّ أحد القيام بالعملية لا يمكن للمدعي العام أو الوحدات الأمنية أن تحدد الجهات المدبرة لها.
كان الحل المؤثر الوحيد هو إنشاء جهاز مخابرات مضاد وفاعل (counter – espionage) وهو ليس موجودا في المخابرات التركية. وهو ما لا يجيده خاقان فيدان الذي يعمل تحت إمرة أردوغان ولا يجيده جهاز المخابرات الذي يديره خاقان فيدان.