من دان وليامز
القدس 2 أغسطس آب (رويترز) – قال مسؤولون في الحكومة
الإسرائيلية اليوم الأحد إن السلطات تعتزم احتجاز أي اسرائيلي
يشتبه في أنه مارس العنف السياسي ضد الفلسطينيين دون محاكمة في
أعقاب هجوم في الضفة الغربية ألقيت مسؤوليته على متطرفين يهود.
وتوسيع نطاق تنفيذ ما يسمى بالاعتقال الإداري – وهي الممارسة
التي عادة ما تطبق ضد من يشتبه في أنهم نشطاء فلسطينيون وتلقى
إدانة دولية – ليشمل الاسرائيليين يكشف إحباط السلطات من الفشل في
كبح الهجمات التي ينفذها متطرفون يهود.
ويوم الجمعة أحرق مهاجمان يشتبه بأنهما يهوديان متطرفان منزلا
فلسطينيا مما أدى إلى مقتل رضيع فلسطيني وإصابة والديه وشقيقه
بحروق خطيرة الأمر الذي فجر غضبا دوليا وتعهدات من رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتصدي لما وصفه “بالإرهاب” من
“مجرمين في دولتنا”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن حرق المنزل في قرية دوما في
الضفة الغربية المحتلة. وكتبت كلمة “انتقام” بالعبرية على جدران
المنزل فيما يشبه أعمال تخريب سابقة وجرائم كراهية ترتكبها مجموعات
من الشبان المتطرفين اليهود الذين يستهدفون العرب والمسيحيين
ونشطاء السلام وأملاك الجيش الإسرائيلي.
ورغم عدم اعتقال أي شخص حتى الآن فيما يتصل بالهجوم فقد شكك
بعض المحللين الإسرائيليين في مدى عزم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية
التي عندما تتعامل مع الهجمات الفلسطينية كثيرا ما تعتقل عددا
كبيرا من المشتبه بهم في إطار تحقيقات سريعة.
وفي بعض الأحيان يحتجز هؤلاء المشتبه بهم دون محاكمة لعدة أشهر
في إجراء تقول إسرائيل إنه ضروري لمنع وقوع المزيد من أعمال العنف
في ظل عدم كفاية الأدلة لمحاكمة المشتبه بهم أو إذا كانت المحاكمة
ستؤدي للكشف عن هوية مخبرين سريين.
وقال المتحدث باسم وزير الدفاع موشي يعلون الذي يشرف على
القانون والنظام في الضفة الغربية إن إجراء الاعتقال الإداري سيطبق
الآن على أي إسرائيلي يحتجز فيما يتصل بهجوم دوما أو بأي هجوم
مشابه في المستقبل.
وقال المتحدث “كالعادة كل حالة اعتقال إداري ينبغي أن تحصل على
موافقة من المحاكم لكن بتفعيل ذلك فإن الوزير يتخذ تحركا يتناسب مع
مساعيه لتطبيق القانون بالكامل على هؤلاء الأشخاص.”
وقال مسؤولون في جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) ووزارة العدل
إنهم على علم بخطط الحكومة لتطبيق الاعتقال الإداري بحق مواطنين
إسرائيليين.
ووفقا لمنظمة بتسليم الاسرائيلية لحقوق الإنسان فإن 5442
فلسطينيا محتجزون دون محاكمة اعتبارا من يونيو حزيران. ونادرا ما
تطبق إسرائيل الإجراء – الذي يراه منتقدون أجانب ضربة للإجراءات
القانونية الواجبة – ضد مواطنيها.
وقالت ساريت ميكايلي المتحدثة باسم بتسليم “على حد علمي لا
توجد وقائع احتجاز إسرائيليين بشكل إداري لسنوات.”
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن المتطرفين اليهود يتفادون كشفهم
بالعمل في شبكات صغيرة يصعب اختراقها من قبل المخبرين وتفادي
الاتصالات الالكترونية التي يمكن مراقبتها وبالتزام الصمت إذا
اعتقلوا للاستجواب.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)