إسطنبول (زمان عربي) – تشهد تركيا في الفترة الأخيرة أحداثًا دامية ومظلمة تعيد إلى الأذهان عقد التسعينيّات. إذ إنه يتم يوميًا قتل رجال شرطة أو جنودا بالجيش أو مواطنين في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
ومع أن المنظمات الإرهابية تصول وتجول كما تشاء، وصراعات المافياانتقلت إلى الشوارع في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وأضنة، إلا أنالدولة عاجزة عن الحيلولة دون وقوع هذه الهجمات ولا تستطيع القبض على منفذيها.
ويمكن القول بأن كابوس فترة العمليات الإرهابية المقيدة ضد مجهول التيطُبعت في أذهان الجميع بـ“الفترة المظلمة” إبان عقد التسعينيّات الذي شهد آلاف الجرائم وحالات الاختطاف، قد عاد مجددًا. حيث إن الدولة عاجزة الآن عن الإدلاء بمعلومات واضحة عن الأحداث التي وقعت مؤخرًا في مدن كبرى مثل إسطنبول وأنقرة وديار بكر وماردين وسيعيرت وشانلي أورفا وإزمير وأضنة وموش وبطمان ووان وغازي عنتب.
والملاحظ أن منظمات إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني وحزب جبهة التحرر الشعبي الثوري وجبهة غزاة الشرق الأعظم الإسلاميين والقاعدة والدولة الإسلامية (داعش) تتجول كيفماء تشاء في الشوارع إلى جانب عصابات المافيا أيضًا.
لم تقدّم حتى الآن أي معلومات من شأنها أن تسلّط الضوء على أحداث هزّت تركيا، على رأسها الهجوم المسلح الذي استهدف حافلة فريق فنربهشه لكرة القدم، والهجوم الانتحاري الذي استهدف مركز شرطة “السلطان أحمد” في إسطنبول، والعملية الإرهابية التي استشهد فيها المدعي العام محمد سليم كيراز في مكتبه بالقصر العدلي في تشاغلايان في إسطنبول. ومؤخرًا تم استشهاد 8 من رجال الأمن وسط الطريق في بينجول ويوكساك أوفاو وديار بكر.
ولم تقتصر الهجمات الإرهابية على رجال الشرطة والأمن والجنود والمدعين العموم بل عجزت الدولة عن تقديم أية معلومات توضح خفايا حوادث قتل شنيعة ارتكبتها عصابات المافيا تجاه الصحفيين والمواطنين وفي الجامعات. ومؤخرًا، تم قتل صحفي في مدينة أضنة، وفي جيزرا تم قتل 6 أشخاص برصاص شخص مجهول الهوية حتى الآن، وفي سروج لقي 32 شخصًا مصرعهم.