زونجولداق (زمان عربي) – اكتسبت المداهمات التي يشنها رجال الأمن بأوامر صادرة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المؤسسات التعليمية القريبة من حركة الخدمة في تركيا بُعدًا سيئاً للغاية بحيث بدأ المواطنون يقولون “لكل شيء حد حتى الظلم؟!”
فقد استهدفت “قوات مكافحة الإرهاب” أمس روضة يذهب إليها الأطفال الصغار من سن 3 إلى 5 سنوات في منطقة أرايلي، في إطار حملة مداهمة شملت ثماني مدارس ومراكز تقوية في مدينة زونجولداق شمال البلاد. ومع أن مهمة “قوات مكافحة الإرهاب” تتمثل في مكافحة التنظيمات الإرهابية، إلا أن ما يحدث في تركيا عكس ذلك، إذ تداهم تلك القوات رياض الأطفال والمدارس بالأسلحة بينما تنظيما حزب العمال الكردستاني وداعش الإرهابيان ينفّذان هجمات فظيعة ولا يستطيع أحد أن يوقفهما.
وشوهد الصغار أثناء إجراء عملية المداهمة والدموع تنهمر من عيونهم بسبب خوفهم من رجال الأمن “المسلحين”، ما أدى إلى تصاعد ردود الفعل الغاضبة من شرائح مختلفة في المجتمع بدءًا من المثقفين وصولًا إلى المربين.
وتتوالى فضائح حملات المداهمة التي يشنها حزب العدالة والتنمية الحاكم على المؤسسات التعليمية الخاصة بعدما طالت رياض الأطفال.
وشنّ رجال الأمن أمس الجمعة مداهمة على مدارس ومراكز تقوية ورياض أطفال في مدينة زونجولداق. واللافت أثناء المداهمة هو خوف الأطفال وبكائهم بمجرد أن رأوا رجال الشرطة “المسلحين”. كما تم تفتيش المدارس ومراكز التقوية في المداهمة التي شنتها فرق شعبة مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع موظفي المالية والتعليم والزراعة والإطفاء والتأمين. كما تفقدوا واطلعوا على أجهزة الكمبيوتر وسجلات الفواتير.
ويمكن القول بأن أكثر المداهمات وقاحة ضمن مداهمات أمس في زونجولداق تلك التي كانت في بلدة “أرايلي”. حيث داهمت قوات الأمن حضانة “جونجا” التابعة لخدمات مؤسسات “جالاكسي” التعليمية الخاصة المقربة من حركة الخدمة التي يتلقي فيها التعليم الأطفال دون سن السادسة.
وطالب رجال الأمن إدارة الحضانة بإبراز أصول المستندات، إلا أن الإدارة قالت لهم إنها يمكنها تقديم نسخ مصورة من الأصول. وطالب أحد أولياء الأمور عبد الرحمن شانتُرك بعدما علم بالخبر وجاء إلى الحضانة مطالبا بإنهاء هذه المشاهد الكوميدية السخيفة على الفور.
وأضاف: “هذه حضانة يتعلم فيها أطفال صغار أكبرهم يبلغ 6 سنوات. أولادي موجودون ويدرسون هنا، وهم لا يتعلمون شيًا غير الحب والأخوة في هذه الحضانة. أطالبكم بأن تنتهي هذه المأساة بسرعة. فعار عليكم أن تداهموا المؤسسات التعليمية بينما نستيقظ يوميًا على أنباء استشهاد جنودنا في جميع أنحاء البلاد”.
وتروي أم من أحد أولياء الأمور بأنها تركت ابنتها الصغيرة في الصباح إلى الحضانة ثم عادت بعد ذلك لأخذها. إلا أنها فوجئت بأن الطفلة انخرطت في البكاء بسبب خوفها الشديد من مداهمة قوات الأمن المسلحة.
ويقول مصطفى تشاغداش، البالغ 49 عامًا، أحد أولياء الأمور الذي جاء إلى المدرسة بعدما سمع بالمداهمة: “هذه العملية ليست فقط ضد المدرسة والمعلمين بل هي ضد جميع أولياء الأمور في الوقت نفسه. هل ذنبنا وجريمتنا تعليم أولادنا قراءة الأدعية والقرآن الكريم على أرواحنا بعد وفاتنا؟”.