ساكاريا (تركيا) (زمان عربي) – تدور الحياة والأجواء في بلدة “سابانجه” المشهورة التابعة لمدينة ساكاريا شمال غرب البلاد حول البحيرة المسماة بالاسم نفسه.
وكما قال الرحالة التركي أوليا شلبي فإن سابانجه أصبحت بلدة في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني. ومن يشرع في التجول في هذه البلدة الجميلة يشعر بأن ماضيها يحكي قصة عهد “القانوني”.
وتذكّر أسماء القرى التابعة للبلدة والمكتوبة على اللوحات واللافتات على قارعة الطريق، باللغة المستخدمة في ذلك العهد عند قراءتها مثل قرى؛ فوزية، ومحمودية، وعاريفيّة، وممنونيّة، ومُرادية، وشُكرية، ونائليّة، وإكرامية، وعلميّة وغيرها.
إلا أن البلدة تشهد حالة فوضى معمارية في السنوات الأخيرة لدرجة أن هذا المشهد يحزِن الذين لا يأتون إلى هذا المكان من أجل البحيرة فقط. فعلى سبيل المثال، فإن البنايات والمنازل الخشبية التي شيدت قبل قرون ترِكت إلى “عزلة” مريرة. وإلى جوارها مباشرة توجد بنايات عشوائية توضح ما يفهمه الناس عن تشييد المنازل في الوقت الحاضر. وتصادفون في الأزقة والشوارع الجانبية الأكلات اللذيذة والمقاهي والحوانيت أو البقالات التي عمرها من عمر الجمهورية التركية.
صلاة الجمعة في أقدم جامع بالبلدة
أهالي المنطقة يفضلون الصلاة في الجامع المسمى بالجامع الجديد نظرًا لأنه يقع في مركز السوق. وهذا الجامع بني في عهد السلطان عبد الحميد الثاني عام 1899. إلا أن جامع رستم باشا الذي تم تشييده عام 1555 وهو أقدم جامع في المنطقة يبدو أنه أكثر جاذبية بالنسبة للضيوف الذين يفدون إلى البلدة من خارج المنطقة مثلنا.
وتعرض الجامع عبر فترات طويلة من الزمان للتخريب، كما شهدت عمليات تجديد وترميم مرات عدة. ولذلك عند النظر إليه الآن نجده وكأنه لم يبق منه جانب أصيل. يُرفع الأذان عند البحيرة.. فحي على الصلاة.
وأحد الأماكن التاريخية التي ينبغي رؤيتها في المنطقة؛ “بوابة الوجيهي”. يُروى أنها شُيدت على يد المعماري سنان لكن ليست هناك معلومات أكيدة تثبت ذلك. كما تدور شائعات بأن البوابة كانت على مسار طريق الحرير. وتم ترميم البوابة للمرة الأولى في عام 1905 من قِبل يانيالي وجيهي أورهون مدير البلدة في عهد السلطان عبد الحميد، واسم البوابة مأخوذ من اسمه.
متعة الشاي على بحيرة “سابانجه”
الجميع يعرف أن البحيرة هي التي اشتهرت بها منطقة سابانجه. وعن التغيير الديموجرافي لمنطقة سابانجه يقول السكان القدامى لهذه المنطقة: “قديمًا كان هناك احتلال يوناني، أما اليوم فهناك إقبال عربي…”. وبصراحة، فإن الحياة هنا تدور حول البحيرة. والأولوية الرئيسية للسياح هي جمال هذه الطبيعة الفريدة في هذه المنطقة. مع أن أهالي المنطقة يعتقدون أن المكان فقد سحره وجماله الذي كان عليه في السابق.
وعلى أية حال، ما زال من الممكن الاستمتاع بجمال البحيرة بمصاحبة الأهل والأصدقاء والأحبة. واحتساء الشاي، والتقاط الصور التذكارية في الشرفة المطلة على البحيرة.