أرطغرول أوزكوك- صحيفة حرييت التركية
أيها الرجل الكبير..
أنت…
أنت الذي جعلت منطقة الشرق الأوسط موطنا للغدر والوحشية في العالم. أنت…
أيّها المستبد الذي يظن بلده مزرعة خاصة بأبيه…أنت…
يا من يزعم أنه أخ مسلم ويتابع ثأره الشخصي رغم ادعائه بأنه يحارب أعداء الدولة، أنت…
أيّها المجرم الجاني الذي يرتكب أبشع الأعمال البعيدة عن الإنسانيّة أمام أعين الجميع بلا أية رحمة أو شفقة، ويقطع الرؤوس مدعيا أنه يخدم الإسلام…أنت…
وأنت الذي يعدّ نفسه جارًا ويبذل قصارى جهده بُغية الإطاحة بمستبد في البلد المجاور لينصب تمثالا لنفسه أو من ينوب عنه مكان تمثال المستبد الأول.
هل رأيتم جسد الطفل البرئ الذي لفظه البحر وتقاذفته الأمواج إلى ساحل بحر إيجه في بلدة بودروم…أخبروني هل بقيت دمعة واحدة في أعينكم التي أعماها فقدان الضمير لتذرفوها من أجل هذا الرضيع البريئ؟…
ابسط يدك التي جعلتها السياسة السوداء لكمة، ثم ارفع يديْك في ذلٍّ وخضوع، ونكِّس رأسك في خشوع، واهتف مِن أعماق قلبك داعيا: يا ربّ…
انظر يا صديقي؛ إنك أنت قاتل هذا الطفل البريئ.. أنت يا أهل هذه المنطقة التي تُدعى “الشرق الأوسط” والتي سُلبت منها الرحمة وانعدم فيها الإنصاف والإيمان…
وأنت يا ابن بلدي العزيز.. اعلم أن قاتل هذا الرضيع هو مستنقع الوحل الذي يحاولون جرنا إليه منذ خمس سنوات..
وأنتم جميعا يا سكان هذه المنطقة المشؤومة… إنكم جميعًا كنتم حاضرين عندما تقاذفت الأمواج الجثة الهامدة لهذا الطفل البريئ إلى ساحل الخريف لبحر إيجه..
اخجلوا ولو قليلا على الأقل… اخجلوا من سياستكم القذرة والخائنة هذه..