(لإضافة تقطع السبل بقطار يحمل مهاجرين)
من مارتون دوناي
بيتشكه (المجر) 4 سبتمبر أيلول (رويترز) – تقطعت السبل اليوم
الجمعة بمئات المهاجرين بينهم لاجئون سوريون في قطار بالمجر لليوم
الثاني وطالبوا بالعبور الى المانيا في مواجهة مع قوات مكافحة
الشغب.
وقضوا ليلتهم في عربات القطار المكتظة بمحطة للسكك الحديدية
غربي بودابست بعد أن غادروا العاصمة المجرية صباح امس الخميس
معتقدين أنهم سيتجهون الى النمسا ومنها الى المانيا ليختتموا رحلة
محفوفة بالمخاطر من الشرق الأوسط وافريقيا واسيا.
وأوقفت قوات مكافحة الشغب القطار في بيتشكه على بعد نحو 35
كيلومترا غربي بودابست وأمرت المهاجرين بالذهاب الى مخيم على مقربة
لاتخاذ الإجراءات المطلوبة لطالبي اللجوء. واندلعت اشتباكات حين
رفض المهاجرون وفر البعض أو قذفوا بأنفسهم على القضبان في أحدث
مشاهد تنم عن اليأس وسط أسوأ أزمة هجرة تشهدها أوروبا منذ حروب
يوغوسلافيا في التسعينيات.
ومع حلول الصباح أخذ المهاجرون يرددون “لا للمخيم.. الحرية!”
واستخدموا رغوة الحلاقة لكتابة عبارات على القطار مثل “لا للمخيم.
ولا نريد المجر.. قطار الحرية”.
وتابع عشرات من أفراد قوات الأمن الموقف دون تدخل. وأحضروا
طعاما ومياها للمهاجرين لكن بعضهم رفض. وهناك خطر يتمثل في أن
يتدهور الوضع الصحي بسرعة في ظل حرارة الصيف.
وقال احمد محمود (60 عاما) الذي قال إنه ضابط سابق بالجيش
العراقي فقد ساقيه ويحاول أن ينضم الى ابنته في بلجيكا “لا نعلم
ماذا يجري.”
وأضاف “الشرطة قالت لنا إنها يجب أن تأخذ بصماتنا والا سنواجه
السجن. فأعطينا بصماتنا وقالت الشرطة إن بوسعنا الذهاب. لكننا لا
نستطيع الذهاب الى الغرب. لا أريد سوى أن أرى ابنتي في بلجيكا.”
ودافع رئيس وزراء المجر اليميني فيكتور أوربان في مقابلة
إذاعية عن موقف بلده قائلا إن بودابست تدافع عن منطقة شنجن
الأوروبية التي يسمح بالتنقل بين دولها بدون جوازات سفر.
ووجهت المجر انتقادات لألمانيا الوجهة المفضلة للمهاجرين بعد
أن قالت برلين إنها ستقبل طلبات اللجوء من السوريين بغض النظر عن
المكان الذي دخلوا منه الى الاتحاد الأوروبي وهو ما يخالف قواعد
الاتحاد.
وتقول حكومة أوربان إن ذلك يذكي من تدفق الاجئين وانها تقيم
سياجا وتشدد قواعد الهجرة التي تقول إنها ستمنع دخول المهاجرين الى
المجر اعتبارا من 15 سبتمبر ايلول.
وقال أوربان في المقابلة التي تجريها معه الإذاعة المجرية كل
جمعة “الواقع هو أن أوروبا مهددة بتدفق بشري هائل. يمكن أن يأتي
عشرات الملايين من الناس إلى أوروبا.”
وأضاف “إننا الآن نتحدث عن مئات الآلاف لكننا سنتحدث العام
المقبل عن الملايين ولا نهاية لهذا.
“سنجد أنفسنا فجأة أقلية في قارتنا.”
وكان القطار قد غادر بودابست صباح أمس بعد توقف دام يومين في
محطة السكك الحديدية الرئيسية بالمدينة لأن الشرطة منعت دخول نحو
ألفي مهاجر. وتقول المجر إنه يجب تسجيلهم وفقا لقواعد الاتحاد
الأوروبي لكن الكثيرين منهم يرفضون خشية إعادتهم إلى المجر مرة
اخرى إذا ألقت السلطات القبض عليهم فيما بعد في غرب أو شمال
أوروبا.
ومن المتوقع أن يقر البرلمان المجري اليوم مجموعة إجراءات
لإغلاق الحدود الجنوبية للبلاد مع صربيا وإقامة مناطق احتجاز يظل
المهاجرون فيها إلى أن يتم النظر في أوراقهم وربما اعادتهم إلى
صربيا.
وقال اوربان “يجب أن يكون الجميع مستعدين لهذا: صربيا ومقدونيا
والمهاجرون ومهربو البشر. نحن أنفسنا سنكون مستعدين لهذا. سيبدأ
عهد مختلف يوم 15 سبتمبر.”
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)