بيروت 15 فبراير شباط (رويترز) – بما يشبه رسالة حب فنية من دول عربية ودولية موجهة لجمال الثقافة العربية التاريخي تستضيف العاصمة اللبنانية بيروت معرض (أرابسك) في صالة عرض عريقة لها فروع في بعض عواصم العالم.
يشارك في المعرض 25 فنانا غالبيتهم إيرانيون يجسدون من خلال لوحاتهم وصورهم الفوتوغرافية وتجهيزاتهم الفنية ومنحوتاتهم التقاليد والتقنيات التي تعطي أبعادا جمالية للثقافة العربية التي لهم معها ألف قصة تروى.
وتم اختيار عنوان (أرابسك) لحضور الزخرفة العربية بشكل محوري في المعرض. أضف إليها فن الخط العربي الذي يطل في عدد كبير من اللوحات.
الفنانون المشاركون قدموا من الكويت وفرنسا وإيطاليا والعاصمة الروسية موسكو واسكتلندا والمغرب وسوريا وإيران التي شاركت بالعدد الأكبر 14 فنانا.
ويقول القيمون على صالة العرض إن هذا الحضور البارز للفنانين الإيرانيين يعود إلى قدرتهم الكبيرة على التعامل مع الثقافة العربية بأسلوب روائي وكأنهم يسردون القصص والنوادر من خلال اللوحات.
وفي حين تختلف الأنماط الفنية بإطلالتها الأخيرة بيد أنها تجتمع حول إصرارها على إلقاء التحية على التاريخ العربي بقدرته على مواجهة عواصف التغيير المحتومة عبر الأزمنة.
الفنان الفرنسي أندريه برازيلييه تأثر بالخيول العربية ولم يتمكن من أن ينسى عظمتها ونبلها عندما وقف معها وجها لوجه خلال زيارته للمغرب منذ سنوات خلت. ومنذ ذلك الحين وهو يجسد افتتانه بحضورها المهيب من خلال لوحاته الزيتية.
أما الفنان الاسكتلندي ديفيد ماك الذي يعرف عنه استخدامه للتجهيزات الكبيرة الحجم والكماليات الضخمة غير التقليدية فانه انطلق في المعرض الحالي من بطاقات التعليم المخصصة للأولاد في المدارس الابتدائية واضعا مئات البطاقات الواحدة إلى جانب الأخرى ليحصل على لوحة ذات ملامح شرقية ولينسج تحيته الشخصية إلى الهوية الشرقية.
وكان الفنان ذائع الصيت قد استعمل من قبل النمط الفني عينه ليقدم لوحة ضخمة جسد من خلالها صورة للفنانة اللبنانية نانسي عجرم من خلال بطاقات بريدية.
أما الفنان الإيراني سالار أحمديان فيلجأ لفن الخط العربي ليزخرف من خلاله لوحاته الزيتية في حين أن الفنان المغربي زكريا رامحاني القادم من عائلة فنية حيث كان والده ماهرا في رسم البورتريهات انطلق من فن الخط العربي ليجسد مشاهده الفنية الشخصية.
ولم تغب الأزمة في سوريا عن لوحات الفنان السوري باسم السيد حيث ترجم العنف الحالي الذي تعيشه بلاده من خلال الوجوه المشوهة والخوف الذي يرسم تعابير مرعبة على الوجوه.
يستمر المعرض حتى 13 مارس آذار في صالة (أوبرا) في بيروت التي تم افتتاحها منذ نحو عام بعد انطلاقها من العاصمة الفرنسية باريس والمدينة السويسرية جنيف والمدينة الأميركية نيويورك وجزيرة سنغافورة.
وتسعى هذه الصالة إلى عرض الأعمال ذات المستوى العالي من حيث النوعية والقيمة التجارية سواء كانت كلاسيكية أم حديثة في إطلالتها.