أنقرة ( الزمان التركية): عقد رئيس حزب الوطن التركي اليساري العلماني المتطرف دوغو برينتشيك أمس الأحد مؤتمراً صحفياً في فندق أيدن بمدينة بودروم ادعى فيه أنهم تمكنوا من القضاء على حركة الخدمة وإعادة تركيا إلى جذورها الكمالية الأتاتوركية، على حد وصفه.
وخلال المؤتمر تطرق برينتشيك إلى العملية العسكرية في جرابلس وتحقيقات حركة الخدمة والعلاقات الخارجية التركية، حيث أشار إلى أنهم تمكّنوا من القضاء على حركة الخدمة وأنها لم تعد تشكل مصدر تهديد لتركيا قائلا: “لقد قضينا على كيان حركة الخدمة. ولم يعد بإمكانهم التجمع من جديد وتشكيل تهديد لتركيا مرة أخرى. فقد تم تشتيتها وسحقها ولا يمكن أن تجمع شملها وتعود من جديد”.
“تركيا ستسترد مكانها في أوراسيا”
وقال برينتشيك الذي حكم عليه في إطار قضية أرجينيكون؛ الدولة العميقة في تركيا، ثم حصل على براءة الذمة من المحكمة بتوسط أردوغان، إنه ينبغي أن تقطع تركيا علاقاتها مع الغرب والولايات المتحدة التي زعم أنها “العقل المدبر” للانقلاب الفاشل في تركيا منتصف الشهر الماضي.
وأضاف: “المديونية هي تعطيل لاقتصاد تركيا. سننتقل إلى الاقتصاد الإنتاجي. و”أوراسيا” هى الامتداد الجغرافي لاقتصادها الإنتاجي ويمكنها الحفاظ على وحدة أراضيها ضمن هذا المعسكر. منذ عام 1945 وتركيا تابعة للولايات المتحدة وتشارك في برامج مفروضة عليها. ورأينا خلال تجربة 70 عامًا أنه لا مكان لتركيا في النظام الأطلسي. فقد تم القضاء على التنظيم الذي شكلته الولايات المتحدة داخل تركيا في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي. ففي ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز تم القضاء على التنظيم السري والدولة التي أسستها أمريكا داخل تركيا وتم تطهير الجيش والقضاء وأجهزة الدولة منهم. تحررت الدولة. تركيا اتخذت أكثر موقفاً ثابتًا ضد الإمبريالية الأمريكية وبعد هذه المرحلة ستسترد مكانتها في أوراسيا. نعم لقد استطعنا إعادة تركيا والجيش التركي إلى مسار أتاتورك”، على حد قوله.
“ندعم العملية العسكرية في جرابلس”
كما اعترف برينشيك، الذي تصفه سجلاتُ المحكمة التركية المكلفة بالنظر في قضية أرجينيكون بـ”fabricator” أيْ صانع أحداث مزورة لإثارة الفوضى والبلبلة في البلد الذي يعيش فيه لصالح دولة أخرى، بأن عمليات التصفية في صفوف الجيش التركي جرت وفق قوائم أعدها حزبه، وأعلن دعمه للعملية العسكرية التركية في جرابلس السورية، ودعا إلى تشكيل حكومة وفاق وطنية.
وتابع: “دخول الجيش التركي لجرابلس يوضح أن الحدود التي وضعتها أمريكا لتركيا لم تعد سارية. بصفتنا حزب الوطن لا نقبل وجود العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري داخل الأراضي التركية من الشرق وحتى الغرب. فتركيا مضطرة إلى القضاء على بلاء العمال الكردستاني في شمال سوريا. لذا ندعم العملية العسكرية التي تنفذها تركيا ونرى أن لها أهمية حيوية بالنسبة لمستقبل تركيا ووحدة أراضيها. إجماليا العملية أكدت على ضرورة التعاون مع روسيا وإيران وسوريا. فالعمال الكردستاني يترعرع في المدن الجنوبية الشرقية الممتلئة بالخنادق ولابد من القضاء عليه هناك. الولايات المتحدة تحميه ولا بد من إعادة الولايات المتحدة إلى المسار الصحيح. ولهذا السبب ندعم هذه العملية العسكرية باعتبارها سعياً لوحدة وطننا. فالعدالة والتنمية لم يعد قادرًا على حل مشاكل تركيا بمفرده. فحكومة الوفاق الوطنية تتصدر أجندة تركيا القادمة”.
ومن اللافت أن برينتشيك الذي يعد من أهم أركان الدولة العميقة في تركيا يتحدث وكأنه شريك أردوغان ووزير الخارجية لحكومة حزب العدالة والتنمية بحيث يطالب بتأسيس حكومة وفاق وطنية مع حزبه نظراً لأن الحكومة الحالية لم تعد قادراً على حل المشاكل بوحدها، على حد تعبيره!