عواصم عربية (الزمان التركية): يرى عديد من المراقبين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجر تركيا إلى متاهة بسبب أحلامه في أن يصبح سلطانا عثمانيا جديدا يخضع جميع الدول الإسلامية لسيطرته والذي يرى أن تحقيقه بات قريبا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة:
أوردغان قد يكون ضالعاً في تدبير هذا الانقلاب ضد نفسه حتى يحصل على فرصته التاريخية لتصفية حساباته مع خصومه، وحتى إذا سلمنا كما قال بأن لا يد له في الانقلاب وبأنه هدية من السماء فإنه قد اتخذه مطية لكل الإجراءات التي يقوم بها وسيقوم بها، وهو ما يمكن اعتباره مقدمات لدخول تركيا في متاهة. (محمد جكيب، هسبريس المغربية)
إن أردوغان يبدو في الوقت نفسه في عزلة متزايدة مثيراً غضب حلفائه القدامى مثل الولايات المتحدة من خلال رفضه لسنوات اتخاذ اجراءات حازمة ضد داعش، وقد بدا الرئيس التركي مؤخرا أكثر جدية إزاء التنظيم لكن ذلك على ما يبدو خلق مشاكل جديدة . (موقع الواقع نيوز)
كان أهم طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعادة المجد العثماني القديم لبلاده، وأن يكون هو شخصياً سلطاناً عثمانياً جديداً لديه ما كان لدى سلاطين تلك الدولة من نفوذ يمكنه من إلحاق كل الدول المحيطة بتركيا بخلافة وإمبراطورية يقوم هو بتأسيسها، أحلام التوسع التي طالما شغلت مخيلة هذا الرجل ولطالما كانت محل تندر من معارضيه في الداخل والخارج تحطمت مرات عدة مع صدامه المستمر وتدخله المتطفل في شؤون غيره من البلدان المحيطة، لكن انقلاب الخامش عشر من يوليو/ تموز ورغم فشله، أنهى أسطورة هذا الرجل وأحلامه معاً، لم يكن الرجل يتخيل أن أحداً يمكنه أن ينازعه سلطاته في بلاده، ليفيق على ضربة موجعة تؤكد أن جيشه ذاته ليس على قلب رجل واحد وأن فصيلاً غير قليل منه يسعى للإطاحة به. (إسلام فرج، بوابة الوفد الاليكترونية)
هذه الأجواء المشحونة التي تعيشها تركيا بعد فشل الانقلاب، لن تزيد أردوغان إلا إصراراً على المضي قدماً في سياساته، بل إنها دفعته للمزيد من التطرف في محاولة إخضاع جميع مؤسسات الدولة لسيطرته، ولا سيما عندما يزيح المؤسسة العسكرية من طريقه، ويخرجها صاغرة من ملعب السياسة وشؤون الحكم، فحلم أردوغان في أن يصبح سلطاناً عثمانياً جديدا بات على مرمى حجر، ولم يتبق الآن إلا أن ينطلق البرلمان بإيعاز منه في مراجعة الدستور، وتحويل نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي. (خالد أمزال، موقع الأول)
https://youtu.be/WsILbnLDkPA