أنقرة (الزمان التركية): عاشت المرأة التركية قديما فترة كان غير مسموح لها فيها بارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة وكانت النساء في هذا الوقت يخيرن بين الجلوس في البيت أو العمل من غير حجاب حتى إن الطالبات في المدارس كن يمنعن من إرتداء الحجاب أثناء الدراسة.
وبعد رفع هذا الحظر كانت النساء يخشين لبس الحجاب في مؤسسات الدولة، إلا أن الحجاب في تركيا تطور مع تطور تركيا وأصبحت تركيا تحتل مكانة كبيرة في عالم الأزياء خاصة الأزياء التي تتعلق بالمرأة، ولم يَسلم حجاب المرأة التركية من خضوعه لمقتضيات الموضة والتقدم فتطور وأصبحت له محلات خاصة لبيع الحجاب وما يتعلق بالمرأة المحجبة، وانشئت دور ومعارض أزياء يطرح فيها كل ما هو جديد من أنواع وموديلات الحجاب.
إلا أن لحجاب في تركيا تحرر من كل القيود سواء الدينية أو المجتمعية أو العلمانية، وأصبح حجابا يعمل فقط على تغطية شعر المرأة ولا ينظر إلى باقي جسدها، وهذا دفع بعض رجال الدين في تركيا لوصف الحجاب الذي يعرض في كثير من دور العرض والتي تلبسه المرأة التركية الآن شبه حجاب، وأن الحجاب فقد مضمونه في هذا البلد.
وقال رئيس جمعية خريجي ثانويات الأئمة والخطباء حسين كوركوت: “يجب الابتعاد عن مثل هذه الأنشطة التي من شأنها إفراغ المعتقدات الدينية من مضمونها. وليس في قطاع عرض الأزياء فقط بل الشركات المنتجة للملابس، وشركات الدعاية أيضا تسهم في ذلك. فتلك الدعاية تظهر زينة النساء ومكياجهن وحركاتهن المثيرة أثناء عرض الأزياء بحيث يتم التركيز على جاذبية المرأة وإثارتها للفتنة الجنسية وهذا ما يخالف روح التستر وغايته”.
وابتعد الحجاب التركي في الفترة الأخيرة عن الشروط والضوابط التي وضعها الشرع الحنيف، وهي ألا يكون اللباس ضيقا وألا يكشف الجسد ولا يصف ما تغطيه المرأة من جسدها. فتأثر تأثرا كبير في كثير من مناطق تركيا إلا أنه ظل متمسكا بشكله القديم في مدن شرق تركيا خاصة المدن الكردية.