أنقرة (الزمان التركية): بعد نوبات حراسة الديمقراطية التي عقدها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف يوليو/ تموز الماضي بدأ الحزب تنظيم معسكرات لتطوير اللجان الشبابية.
وعلى مدار ثمانية أسابيع احتضنت مدن أرضروم وأفيون كاراحصار وقهرمان مرعش، ومنطقة كيزيلجا حمام في العاصمة أنقرة شباب حزب العدالة والتنمية الذين حولهم الحزب إلى مؤيدين له بتوفير فرص عمل لهم في مدن وبلدات وأحياء تركيا المختلفة ومنحهم رواتب ومنحاً دراسية وزودهم بجميع المساعدات النقدية والعينية.
وبحسب خبر نشرته صحيفة سول (Sol) اليسارية، فإن الحزب الحاكم أطلق على هذه التجمعات اسم “معسكر تطوير اللجان الشبابية” وحملت المعسكرات شعار “شباب تركيا العظمى القوية”. وداخل هذه المعسكرات، التي تبين أنها ستتواصل في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تُدار عملية إعداد تحت شعار “خطورة الانقلاب لم تنتهِ بعدُ” وهي العبارة التي لا تفارق ألسنة مسؤولي حزب العدالة والتنمية.
القوى شبه العسكرية للحزب الحاكم
وداخل هذه المعسكرات يتم تجهيز القوى شبه العسكرية للحزب، ثم يدفع بهم إلى الشوارع لقمع المعارضة المجتمعية والفئوية التي ظهرت أثناء حادثة انهيار منجم “سوما” بمدينة مانسيا في 2014 والتي أسفرت عن مقتل 301 شخص بسبب عدم التزام صاحب المنجم المقرب من الحكومة والرئيس أردوغان بالمعايير المطلوبة وما يشابهها من الأحداث الاجتماعية الأخرى.
وهذه القوات شبه العسكرية للحزب الحاكم تظهر في بعض الأحيان حاملة العصي والبلطات في أيديها، وفي بعض الأحيان الأخرى ملثمة بالثوب الأبيض “الكفن” وتكون تحت حماية قوات الشرطة. كما تجدد هذه المعسكرات الهتافات الحماسية وأدبيات انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز وعبارات الشهادة بقوة وغالباً ما تتحول إلى حفلات مبايعة “للزعيم”.
وتركّز خطابات هذه المخيمات، التي تسيطر عليها عبارة أردوعان “الشباب المتدين” في حديثه عن أنصاره، و”الشباب الحاقد” عند حديثه عن الشباب المعارضين، على المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي.
أدبيات “الاستشهاد في سبيل الدعوى”
في نهاية الأسبوع الماضي، ألقى رئيس الوزراء بن علي يلدرم كلمة في مخيم تطوير اللجان الشبابية في العاصمة أنقرة وتطرق فيها إلى أحداث الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي، وكانت كلمة يلدرم حملة لتحفيز المشاركين في المخيم على الشهادة حيث قال: “يوجد 12 من أفراد الأجهزة الشبابية للحزب من بين الشباب الذين ذاقوا الشهادة في تلك الليلة”.
وكانت أحداث الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي محور كلمة يلدرم التي ذكر فيها “الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي هو اليوم الذي أنقذت فيه شجاعة الشعب وبصيرته وفراسته البلاد من نفق مظلم. كنتم أنتم أول من نزل إلى الشوارع وملأ الميادين تلبية لدعوة مؤسس الحزب وقائدنا وعاشق تركيا رجب طيب أردوغان. إنهم انتقدوا دوماً الشباب وزعموا أن الشباب لا يهتمون بالشأن السياسي ولا يكترث لمشاكل تركيا. قالوا الكثير عن الشباب لكن هؤلاء الشباب دافعوا عن تركيا يوم الخامس عشر من يوليو/ تموز ولم يسلموا هذا البلد إلى الأوغاد. وكنتم أنتم في طليعة الشباب”.
يلدرم: “أمرت بتجهيز تشكيلاتنا للمقاومة عشية الانقلاب”
وذكر يلدرم أنه اتصل برئيس الأجهزة الشبابية للحزب مليح أجرتاش في تمام الساعة 22:30 من ليلة الانقلاب وقال له: “مليح استعدوا وجهّزوا تشكيلات حزبنا. تحدثت مع الرئيس وسنقاوم. سنقاوم حتى الموت ولن نسلم هذه الراية إلى أحد ولا إلى أي خائن”.
https://youtu.be/GHKnCc1VDR0