برلين (الزمان التركية): انتقدت الصحف الألمانية قمع حرية الصحافة في تركيا والنقاشات الدائرة حول إعادة عقوبة الإعدام مرة أخرى مطالبة بضرورة كبح جماح الرئيس رجب طيب أردوغان قبل أن يصبح ديكتاتورًا.
وتناولت الصحف الألمانية تصريحات أردوغان بشأن استعداده للموافقة على عودة عقوبة الإعدام في حال رغبة الشعب التركي في هذا، بجانب اعتقال 16 شخصًا خلال الحملة الأمنية التي شنتها قوات الأمن التركية يوم الاثنين الماضي على صحيفة”جمهوريت” المعروفة.
فصحيفة “هاندلسبلات” أشارت إلى ضرورة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على تركيا في حال إعادتها عقوبة الإعدام. كما أضافت الصحيفة أن أردوغان يحاول من خلال خطط إعادة عقوبة الإعدام والضغوط الأخيرة على وسائل الإعلام المعارضة في تركيا معرفة الحدود القصوى التي يمكنه الوصول إليها، وأن أردوغان يؤمن بأن الاتحاد الأوروبي في حاجة إليه من أجل حل أزمة تدفق اللاجئين السوريين، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يمنحه شيكًا على بياض، وأن إعادة عقوبة الإعدام هو تخطٍّ سافر لجميع الخطوط الحمراء.
وأضافت الصحيفة أنه في هذه الحالة يجب ألا يكتفي الاتحاد الأوروبي بإخراج تركيا من الاتحاد أو إيقاف مفاوضات العضوية التي باتت مستقرة، بل يجب عليه أن يتحلى بالشجاعة ويتبع أسلوب العقوبات، الذي فرضه على روسيا مع تركيا إن تطلب الأمر هذا.
كما تطرقت صحيفة” برلينر تسايتونج” أيضًا إلى خطط إعادة عقوبة الإعدام في تركيا، مؤكدة أن ألمانيا وأوروبا لن تكتفيا بالمشاهدة في حال بدء تركيا تطبيق عقوبة الإعدام من جديد.
كما أشارت الصحيفة إلى أن إعادة تركيا عقوبة الإعدام سيفتح الطريق لإنهاء مفاوضات العضوية في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى طرد تركيا من الاتحاد الأمر الذي لن يضع أردوغان في موقع صعب ولن يؤثر عليه كثيرًا، على حد تعبير الصحيفة.
وأكدت الصحيفة أن أوروبا ستدرك متأخرة أنه تم القضاء على الديمقراطية ودولة القانون والمجتمع المدني في تركيا بسبب أردوغان.
أما صحيفة” اندشوت تسايتونج” فأكدت بدورها على ضرورة كبح جماح أردوغان، متسائلة إلى متى ستظل العواصم الأوروبية تلعب دور المشاهد في هذا الموقف المقلق. وأوضحت الصحيفة أن الحكومات بما فيها حكومة برلين ومؤسسات الاتحاد الأوروبي ترددت في انتقاد الوضع القائم في تركيا، متسائلة متى ستتخذ حكومات أوروبا موقفًا تجاه الأمر.
وأكدت الصحيفة أيضًا أن حكومات أوروبا لن تنتظر طويلًا لاتخاد موقف، إذ إن أردوغان بدأ في التشكيك بحدود تركيا في بحر إيجة والادعاء بأحقية تركيا في الجزر الممنوحة إلى اليونان في عام 1923، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان كي يكبح أحدٌ جماح أردوغان قبل أن يتحول إلى ديكتاتور.
وأوضحت صحيفة “Hessische Niedersächsische Allgemeine” أن الرد الأوروبي على اعتقال رئيس تحرير وكتاب صحيفة” جمهوريت” المعارضة لم يكن كافيًا، مذّكرة بأنه كان من المهم أن تصدر الديمقراطية الغربية رد الفعل الصارم اللازم، لكن ما حدث هو أن رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز اكتفى بالتذمر من تجاوز أردوغان للخطوط الحمراء دون أن يوضح ما ينبغي فعله.
كما انتقدت الصحيفة اكتفاء الحكومة الألمانية بتصريح قصير أعربت خلاله عن قلقها من حرية الصحافة في تركيا في الوقت الذي ينبغي فيه التحدث عن عقوبات وليس المخاوف فقط، على حد تعبير الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوروبا بحاجة إلى أردوغان لحل أزمة اللاجئين السوريين، غير أن الديمقراطية في تركيا بحاجة إلى تضامن الأوروبيين، وإلا ستكون أوروبا قد فشلت كمجتمع مبني على القيم.
https://youtu.be/UImVKWE-sgc