إسطنبول (الزمان التركية) – توجهت عناصر الشرطة التركية صباح اليوم الخميس إلى مقر مجموعة شركات دوغان في منطقة أسكدار بمدينة إسطنبول، بحسب ما ذكره الموقع الإخباري المعروف أودا تي في (Oda Tv) فقد قامت عناصر الشرطة بتفتيش المبنى واعتقال عدد من العاملين فيه.
وفي تصريحاتهم إلى موقع Oda TV أفادت مصادر بالشركة أن عمليات التفتيش لم تتم في كل أرجاء المبنى بل اقتصرت فقط على غرفة أحد محاميي الشركة ويدعى أرام تورجوت يوجال، مشيرة إلى أن سبب التفتيش يتعلق بتحقيقات حركة الخدمة التي تجريها النيابة العامة بحق ممثل الشركة في أنقرة بارباروس مراد أوغلو.
حملات اعتقال في الصباح الباكر
وذكر موقع Oda TV أنه تم اعتقال عدد من العاملين في الشركة، حيث تم اعتقال محامي الشركة أرام تورجوت يوجال من منزله صباح اليوم،كما تم اعتقال المدير التنفيذي السابق لأحد الشركات التابعة لمجموعة دوغان يحى أوزديان نظرا لتردد اسمهما كثيرا في إفادة ممثل الشركة في أنقرة بارباروس مراد أوغلو المعتقل في إطار تحقيقات حركة الخدمة.
بيان من الشركة
وقد أصدرت الشركة بيانا بشأن الواقعة ذكرت فيه أنه تم اعتقال كبير المستشارين الحقوقيين للشركة أرام تورجوت يوجال والمدير التنفيذي السابق يحيى أوزديان وتفتيش منازلهم ومكاتبهم في إطار التحقيقات التي أسفرت عن حبس ممثل الشركة في أنقرة بارباروس مراد أوغلو قبل نحو شهر وأن عمليات التفتيش اقتصرت على مكاتب الأشخاص المذكور أسماؤهم، مؤكدة أنه لايوجد أي وضع سيؤثر على أنشطة الشركة والشركاء التابعين لها وأنها ستواصل فعالياتها دون انقطاع وستشارك الرأي العام أي تطور جديد في الموضوع.
وقد سبق وأن تنبأ بهذه الخطوة الكاتب الصحفي والخبير في الشئون الأمنية والتنظيمات الإرهابية أمره أوسلو في مقال حمل اسم “2017 تحت المجهر: ما هو مصير تركيا وأردوغان” حيث ادعى أن آيدين دوغان؛ رئيس مجموعة شركات دوغان سيكون في مقدمة أهداف الرئيس رجب طيب أردوفان في عام 2017 وأنه لن ينقذ نفسه من الحملات الأمنية حتى لو أصبح ذيلا له مثل ذبابة الخيل، على حد تعبيره.
جدير بالذكر أن مجلة “نيوزويك” الأمريكية الشهيرة كانت قد لفتت إلى أن أردوعان يمارس الضغوط والابتزاز على الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي يتمتع بعلاقات اقتصادية في دول عدة بدءا من الفلبين وصولا إلى الصين، وذلك عبر تضييق الخناق على شركائه في تركيا.
فقد ذكر الكاتب بالمجلة “كورت آيتشين والد” في مقاله أن السبب الرئيسي لسجن ممثل مجموعة شركات “دوغان” القابضة في أنقرة بارابروس مراد أوغلو الأسبوع الماضي بـ”حجة الانتماء لحركة الخدمة” هو سعي أردوغان للضغط على ترامب وابتزازه لإعادة الداعية فتح الله كولن الذي يتهمه أردوغان بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل الذي وقع في 15 يوليو الماضي.
وعلقت المجلة على حبس المسئول البارز في مجموعة دوغان بأنه “محاولة ابتزاز للرئيس الأمريكي من قبل رئيس دولة أجنبية عن طريق علاقات العمل الأسرية”. كما أفاد الكاتب نقلا عن أحد الأثرياء في الشرق الأوسط، أن ترامب قد يضطر إلى إعادة كولن بسبب مجموعة دوغان التي ستعاني من دفع مستحقات ترامب على خلفية الضغوط التي يمارسها عليها أردوغان، مذكرا بشراكة ترامب مع مجموعة دوغان في “برج ترامب” بمدينة إسطنبول.
ولفت الكاتب إلى أن ترامب امتدح مسئولا بارزا في مجموعة دوغان لأردوغان خلال اتصال هاتفي معه ووصف إياه بـ”الصديق المقرب”، ناقلا عن رئيس البنك الشرق أوسطي الذي يتمتع بعلاقات مع إدارة أردوغان قوله “إن مدح ترامب لأسرة دوغان جعل أردوغان يراها ورقة رابحة أمام ترامب”.
وبعد مرور أسابيع على هذه العبارات الجيدة لترامب بحق مجموعة دوغان، شريكة ترامب، بدأ أردوغان يضيق الخناق على مجموعة دوغان حيث قام في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي بحبس ممثل المجموعة في أنقرة بارابروس مراد أوغلو بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.
وأفاد الكاتب في مقاله أن أحجار الدومينو بدأت تتحرك وتسقط، حيث إن أردوغان كان يشعر بالضيق لعدم تمكنه من إعادة كولن إلى تركيا، ثم جاء ترامب وامتدح مسئولا بارزا في مجموعة دوغان إلى أردوغان خلال مكالمة هاتفية، ثم توجه أردوغان بعد بضعة أسابيع من ذلك لحبس مسئول بارز في المجموعة بحجج تافهة كالانتماء إلى الخدمة.
وأكد الكاتب أنه في حال مواصلة حكومة أردوغان الضغط على مجموعة دوغان التي تدفع ملايين الدولارات إلى ترامب وأبنائه، فإنه من الممكن أن ينقطع الدخل المتدفق على ترامب من برج ترامب في إسطنبول، مشيرا إلى أن ذلك يظهر ورقة أردوغان الرابحة أمام ترامب في صورة احتمالية إعادة كولن خلال فترة قريبة.
وأورد الكاتب في مقاله أيضا وصف مالك البنك، الذي يتمتع باتفاقيات مع الحكومة التركية للوضع بأن كلا من أردوغان وترامب يمتلكان شيئا يريده الآخر بشدة.