أنقرة (الزمان التركية) – يتعرض الأستاذ فتح الله غولن وحركة الخدمة المستلهمة لفكره لهجمات شرسة منذ أربع سنوات من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية عبر حملات التشويه والدعاية السوداء واتهامات الدولة الموازية وتدبير مؤامرات ضد الحكومة بما فيها الانقلاب الأخير عليها.
بدأت اتهامات الدولة الموازية توجه لحركة الخدمة عقب فضح جهاز الشرطة التركية وقائع الفساد والرشوة التي تورط فيها أردوغان ونجله وعدد كبير من المسؤولين رفيعي المستوى بحزب العدالة والتنمية في 17-25 ديسمبر/ كانون الأول 2013، وإثباتها بالأدلة والتسجيلات الصوتية؛ وكان آخر هذه الاتهامات متمثلة في تلفيق محاولة الانقلاب المسرحي، في 15 يوليو/ تموز 2016، لحركة الخدمة، لتكون ذريعة لغلق ومصادرة جميع المؤسسات التابعة لها، بما في ذلك المدارس والجامعات وما تبقى من المؤسسات الإعلامية، فضلًا عن اعتقال عشرات الآلاف من المواطنين بحجة وجود علاقة بينهم وبين حركة الخدمة وفصل 150 ألف مواطن من عملهم.
دوغو برينتشيك يعترف بكل شيء!
من هو دوغو برنتشيك؟
على الرغم من أن دوغو برنتشيك؛ رئيس حزب العمال السابق رئيس حزب الوطن الحالي، لاتتجاوز نسبة دعم الشعب التركي لحزبه %1، إلا أنه يتمتع بنفوذ قوي في أجهزة الدولة، خاصة في أجهزة الأمن والقضاء والجيش.
لا يتبنى دوغو برنتشيك فكرًا معينًا ثابتًا وإنما يروج لأي فكر مهما كان بحسب الظروف، فهو كان ماركسيًّا لينينيًّا ماويًّا في سبعينات القرن الماضي، وداعمًا للزعيم الإرهابي عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني في الثمانينيات، وقوميًّا علمانيًّا متطرفًا بعد التسعينيات. وعرف منذ القدم بعلاقاته مع بعض البؤر العميقة في الدولة التركية وجهاز المخابرات، وبتأثيره العميق في الأحداث ومسار الحكومات واتجاهاتها. وحكم عليه في إطار قضية “تنظيم أرجنكون” المسمى في تركيا بالدولة العميقة، مع نحو 400 شخص ما بين عسكري ومدني، بمن فيهم رئيس الأركان العامة آنذاك إلكار باشبوغ.
وفي أثناء تحقيقات الفساد الشهيرة انتشرت عشرات التسجيلات الصوتية والمصورة التي تكشف تورط أردوغان ونجله ودائرته الضيقة في الفساد والممارسات غير القانونية. ادعى أردوغان حينها أن حركة الخدمة هي التي تنصتت على مكالماته ونشرت هذه التسجيلات بعد تزويرها وفبركتها.
وهذا الادعاء شكّل أساس كل اتهامات أردوغان ضد حركة الخدمة فيما بعد، إلا أن هذا الفيديو الذي ينشره موقع” الزمان التركية” يزيح الستار عن حقيقة هذا الأمر، حيث يعترف دوغو برنتشيك بشكل علني بأنه من تنصت على مكالمات أردوغان ونشر التسجيلات الصوتية، فضلاً عن أنه لا يزال بحوزته كثير من تلك التسجيلات الصوتية والمصورة، وغني عن البيان أنه يستخدم هذه التسجيلات للضغط والابتزاز!
واضطر أردوغان إلى الإفراج عن برينتشيك مع مئات الشخصيات المدنية والعسكرية المحكومة عليها في إطار قضية أرجنكون 2014 بعد ظهور فساد حكومته، والتحالف معه في تنفيذ “خطة القضاء على حركة الخدمة” التي أعلن برينتشيك مرارًا أنه من وضع هذه الخطة وليس أردوغان.
كان برينتشيك صرخ في وجه الكاميرات عقب خروجه من السجن قائلاً: “سيرى الجميع أننا سنقتلع قريبًا جذور هادمي الجمهورية التركية، بمن فيهم الرئيس أردوغان و(الرئيس السابق) عبد الله جول وفتح الله غولن وكل الجماعات الإسلامية”.
وقال خلال حوار تليفزيوني على قناة “Akit Tv” المقربة من أردوغان “إن مشروع القضاء على حركة الخدمة لم يضعه أردوغان، بل نحن من وضعناه وهو ينفذه، لم نكن نحن من ذهب إليه، بل هو من جاء إلينا. لقد أوكلوا إليه مهمة القضاء على الثورة “الكمالية” في تركيا؛ إلا أنه ارتمى في أحضان الفكر الكمالي”، على حد قوله.
إضافة إلى ذلك، بات برينتشيك هو الوزير السري المسؤول عن السياسة الخارجية لتركيا حيث أعلن أنه من توسط لإصلاح علاقات أردوغان مع بوتين، وقال إن القادم هو إصلاح بين كل من أردوغان والأسد!