أنقرة (الزمان التركية) – يستخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حملته لحشد التأييد للاستفتاء على تعديل الدستور لتحقيق حلمه في النظام الرئاسي الأسلوب نفسه الذي سبق أن استخدمه الجنرال الانقلابي كنعان أفرين قبل نحو 35 عاما وذلك بعدما صنف معارضي النظام الرئاسي “بالانقلابيين”.
وكان قائد الانقلاب العسكري في 1980 كنعان أفرين جاب البلاد مدينة مدينة قبيل استفتاء دستور عام 1982 لحث الشعب على التصويت بنعم متهما المعارضين “بالتحالف مع القوى الدولية”.
وتستعد تركيا لخوض أحد أخطر عمليات التصويت في تاريخها، حيث انضم أردوغان إلى حملة حزب العدالة والتنمية الحاكم لدعم النظام الرئاسي وباشر حملاته الدعائية للتصويت بـ”نعم” خلال الاستفتاء، مع أن المنصب الذي يشغله يفرض عليه أن يكون محايدًا تجاه الأحزاب وبعيدًا عن الدعاية لأي حزب بموجب الدستور.
وفي الوقت الذي يحاول فيه أردوغان وقيادات العدالة والتنمية ربط الأحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات والمواطنين الذين أعلنوا أنهم سيصوتون بلا خلال الاستفتاء بـ”الإرهاب” و”القوى الدولية”، يُدير الإعلام الموالي الحملة الدعائية للتصويت بـ”نعم” بالطريقة عينها.
وقبيل زيارته إلى البحرين ألقى أردوغان كلمة في مطار أتاتورك الدولي الأحد الماضي أوضح خلالها أن الشعب التركي لن يتوافق مع من تسببوا في استشهاد 248 شخصًا خلال أحداث الانقلاب الفاشل، ومن هم على جبال قنديل معقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق الذين سيصوتون بـ”لا”، زاعما أنهم مؤيدون لـ”انقلابيي الخامس عشر من يوليو/ تموز” الماضي.
وأعادت عبارة أردوغان هذه إلى الأذهان عبارات انقلابي الثاني عشر من سبتمبر/ آيلول كنعان أفرين والحملة التي أدارها في تلك الفترة، ففي التاسع والعشرين من أغسطس عام 1982 أجرى كنعان أفرين زيارة إلى مدينة أفيون وألقى خلالها كلمة بميدان الجمهورية ذكر فيها أن المتحالفين مع القوى الدولية أطلقوا حملة “لا” للدستور.
كما أوضح أفرين أن مجموعة في تركيا شعرت بالحنين للفترة السابقة خلال المرحلة التي عملوا فيها على الانتقال لنظام ديمقراطي طبيعي عقب الانقلاب، زاعما أن الخونة مارسوا أفعالا لتقبيح الإدارة.
ويعلن أردوغان أيضا في خطاباته باستمرار أن القوى الدولية في خصومة مع تركيا وتعمل على عرقلة تقدمها، ففي خطاب ألقاه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي صرّح أردوغان أنه في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي اصطدمت خطة احتلال تركيا بصدر الشعب التركي وفشلت، زاعما أن من عجزوا – في إشارة منه إلى القوى الدولية – عن تدميرهم بالمروحيات والمدفعية والدباباب يسعون حاليا لتدميرهم بانقلاب اقتصادي، على حد تعبيره.