كتب الأستاذ حازم ناظم فاضل رسالة على لسان معلم تركى أفنى حياته في خدمة وطنه ورسالته تحت عنوان “مذكرات معلم في طريق الخدمة”، وبذل عمره في سبيل تعليم تلاميذه، ونسج معهم قصة رائعة من الحب المتبادل ، ثم فوجئ بعد كل ذلك بأن وجد نفسه على قائمة المتهمين بالإرهاب والانقلاب .. وها هى سطور رسالته المثيرة والمؤثرة معا:
فوجئت عندما سمعت من وسائل الإعلام انني ضمن قوائم الارهاب. والأدهى من ذلك ان أرى اسم أستاذي يتصدر القائمة.
استاذي الذي يتحاشى ان يمد يده الى حيوان ضعيف، وقطع علاقته بأحد أصدقائه الأعزاء ولم يكلمه عندما قصم العمود الفقري لأفعى قائلاً له : هذه الأفعى امتلكت حق الحياة في الطبيعة ، فبأي حق تقوم أنت بقصم ظهرها.
استاذي الذي علمني معنى التضحية في التعليم، وبين لنا ان أكبر مشاكل العالم اليوم هى نقص المعرفة، ولا معالجة لهذه المعضلة إلا بجودة التعليم بأشكاله الثلاثة:(العلمي، الإنساني، الديني).
ولا أزكي نفسي ولا أمدحها، ولكني هل أخطأت او انزلقت الى مزالق الشيطان أو ….أو…. .
ويبدو لي أن أعرض عليكم سادتي الأفاضل تفاصيل يوم من أيامي لتحكموا عليَّ ما شئتم، علماً بان جميع المسؤولين من رجال الدولة يعرفونني عن كثب .. فأنا المعلم (س) ، تخرج على يدي الكثير من هم يتبوؤون المناصب العليا في الدولة وهاهم اليوم لا ينبسون ببنت شفة ليدفعوا عني التهم النكراء، ناهيك عن التنكر لي:
انني قبيل الفجر –والناس نيام- أقوم بين يدي رب العالمين وأناجيه وأصلي صلاة التهجد، الى أن يحين موعد صلاة الفجر، ثم أصلي ركعتى الفجر اللتين هما خير من الدنيا وما فيها، ثم عقب الصلاة اؤدي التسبيحات والأذكار ، وعند طلوع الشمس ونشر اشعتها وضيائها على الكرة الارضية أقوم أصلي ركعتي الضحى، لأن على كل عضو من بني آدم في كل يوم صدقة وتجزئ من ذلك كله ركعتا الضحى. ثم أتناول الفطور، وأبدؤه ببسم الله وأختمه بالحمدلله. ثم أنطلق الى مدرستي بالقاء الدروس أنا وأصدقائي ، هذا يدرس العلوم وذاك يدرس الرياضيات وآخر يدرس التاريخ والجغرافية… وهكذا نبقى مع طلابنا وتلاميذنا نعلمهم العلوم والاخلاق والتربية وحب الوطن والتضحية في سبيله . ولقد شهد لنا المسؤولون بذلك، فلم يصدر منا أمر ينافي الاخلاق ولا قام احد منا حتى بإشعال سيجارة امام طلابه أو حمل اية آلة جارحة سوى القلم الرصاص والطباشير .
وبعد ان انهي دروسي، أقوم بالقاء دروس التقوية على طلابي وتلاميذي الضعفاء دون أن آخذ أجراً عليها، واستمر معهم حتى المساء.
وفي المساء استمع الى الاشرطة النافعة والكتب التي تقوي وترفع من الروح المعنوية لي وتهذب أخلاقي.
ثم أبدأ بتحضير دروسي التي ألقيها في الغد، وأتهيأ لاستقبال اليوم الجديد بعد أن أخلد الى النوم.
هذا هو برنامج حياتي اليومية..فلا اتسكع في الشوارع والطرقات، ولا أهدر وقتي بين الملاهي والخمارات….. .
ولقد كان يراودني أمر ملازمة كتب العلم ، فمنَّ الله عليَّ بمهنة التعليم وأصبحت أجوب المعمورة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً تاركاً بلادي وأهلي وعائلتي تلبية لنداء الواجب الملقى على عاتقي، لأعلم الطلاب في الأصقاع الباردة طيلة عشر سنوات، وفي البلاد الحارة طيلة خمسة عشر عاماً، ثم استقر بي المقام في بلدي لأفوز ويا للأسف بميدالية بلدى !! وهى تجريدى من جميع حقوقي وسوقي الى المحاكم كمجرم خطير يجب الحذر منه، وغلق المدرسة التي أدرّس فيها، ومدارس أخرى في أنحاء البلاد شرقها وغربها، وجنوبها وشمالها.. وأنا في هذه الحالة المريرة أتذكر مقولة نابليون بونابرت : “من فتح مدرسة أغلق سجناً “، وأصدق كلام الاستاذ النورسي : “سيكون زمان يُخفي الضدُّ ضدَّهُ، واذا باللفظ ضد المعنى في لغة السياسة. واذا بالظلم يلبس قلنسوة العدالة، واذا بالخيانة ترتدي رداء الحمية بثمن زهيد. ويسمى البغي جهادا في سبيل الله ،كما يسمّى الأسر الحيواني والاستبداد الشيطاني حرية. ”
يا أحبائي !
اخترت مهنة التعليم، لأُعلم تلاميذي كيف يعيشون حياة سعيدة ويكونون أقوياء وعادلين، وكنت أحلم بأنني سأغير بما أعلمهم العالم وأقلل ما فيه من ألم وظلم .
واخترت مهنة التعليم، لأكون مثل استاذي الذي كبر على درجها أملي، وهو الذي بلغ من العمر عتياً إلاّ أن مبتغاه الآن ان يرجع معلماً في كستانة بازاري.
والآن .. ومن وراء القضبان أردت أن أكتب الى طلابي ما كنت أعانيه من ألم فراقهم، ولكن شاءت الأقدار أن أطلع على خطبة أخي المعلم (ع)، الذي يشبه حالته حالتي، فاكتفيت بما قاله، إلاّ كلمات قليلة تصرفت فيها .
وهذه خطبة المعلم (ع)، فرقوا بينه وبين أولاده فودعهم بها ووصاهم وبكاهم، وإني لآسف أن يكون في صاحبنا المعلم الأديب هذا الضعف وهو يدعو إلى أدب القوة، ولكن ماذا يصنع؟ أليس له قلب؟ أليس بإنسان؟..
أولادي!
انتظروا! لا تخرجوا كتبكم، ولا تفتحوا دفاتركم، فما جئت لألقي عليكم درساً، وإنما جئت لأودعكم. إن الوداع صعب يا أولادي لأنه أول الفراق، وما آلام الدنيا كلها إلا ألوان من الفراق: فالموت فراق الحياة، والثكل فراق الولد، والغربة فراق الوطن، والفقر فراق المال، والمرض فراق الصحة. . .
إن الوداع صعب ولو إلى الغد، فكيف إن كان المودَّع صديقاً عزيزاً، فكيف إن كان ولداً، فكيف إن كانوا أولاداً؟
أنتم أولادي، أولادي حقيقة لا أقولها مجاملة ولا رياء، ولا أسوقها كأنها كلمة تقال، ولكن تنطق بها كل جارحة في، واحسها من أعماق قلبي!
ولم لا؟ ألستم تحبونني وأحبكم؟ ألم أفكر فيكم دائماً وأخاف عليكم؟ ألم تروني آلم إذا تألم أحدكم، وأثور إذا تعدى أحد عليكم؟ ألم أفتح لكم قلبي حتى اطمأننتم إلي وأنستم بي، وخرقتم حجاب الخوف الذي كان بيني وبينكم، كما يكون بين كل معلم وتلاميذه، وغدوتم تدعونني لأشارككم في ألعابكم، وتقصون علي أخباركم وتبثوني أحزانكم، وتنبئوني بأسراركم، وتشكون إلي ما يصيبكم من آبائكم وأهليكم؟ فأي صلة بين الآباء والأبناء أوثق من هذه الصلة، وأي سبب أقوى من هذا السبب؟
أنتم أولادي. فهل رأيتم أباً يودع أولاده الوداع الأخير ثم يملك نفسه أن تسيل دموعه من عينيه؟ لقد شغلتم نفسي زماناً، وأخذتم علي مسالكي في الحياة، فلا أرى غيركم ولا أفكر إلا فيكم، وأقنع بصداقتكم هذه الخالصة المتعبة المرهقة، عن الصداقة الكاذبة، والود المدخول.
فكيف أقدر أن أملك نفسي وأنا أقوم بينكم لألقي عليكم كلماتي الأخيرة، ثم أمضي لطيتي لا أدري أأراكم بعد اليوم أم لا أراكم بعد أبداً؟. . .
أما أنتم فاملكوا أنفسكم – لا تحزنوا ولا تأسفوا ولا تبكوا لأني علمتكم كيف تكونون في طفولتكم أكثر منا في شبابنا رجولة وصبراً – ونشأتكم على القوة التي فقدناها، والبعد عن العاطفة التي ربينا عليها، وإنكار الألم الذي لا نزال نهرب منه، والمغامرة التي نكرهها ونجهلها لأرى صبركم في مثل هذا اليوم.
إنكم الآن تجتمعون حولي، ولكنكم ستتفرقون في المستقبل، وستنثرون على درجات السلم الاجتماعي نثراً، وسيكون منكم الغني والفقير، والكبير والصغير، والتاجر والصانع، والموظف الكبير، والمدير والوزير. ولكن قلبي سيتبعكم، وحياتي ستمتد فيكم، ومبادئي ستبقى في قلوبكم، لا تستطيعون أن تتناسوها، وكلماتي سترن في آذانكم لا تقدرون أن تتغافلوا عنها، وستسمعونها تدعوكم باسم الواجب في ساعات الهوى، وباسم الحق في جولة الباطل، وباسم الفضيلة في غمار اللذة. فطوبى لمن لبى وسمع واستجاب، وويل لمن نسى وأنكر وأعرض واستكبر!
إنني لقنتكم مبادئ الحق والفضيلة ولكنكم ستجدون في تطبيقها عناء كبيراً؛ ستجدون أول خصومها معلميكم في المدرسة وأهلكم في البيت ورفاقكم في الطريق، فالسعيد السعيد من ثبت على الحق، وأوذي في سبيله؛ والبطل من درأ بصدره السهام عن أمته، وأطفأ بدمه النار التي تحرق وطنه. إن في أمتكم طاعوناً أخلاقياً مروعاً أصيبت به منذ مائة سنة فذلت واستكانت، وفقدت عزتها وصبرها وقوتها، وقد جاء الوقت الذي تبرأ فيه الأمة. أنها لن تبرأ إلا على أيديكم. . .
لقد دللتكم على الطريق، ووضعت في أيديكم مفتاح النجاح، فعلمتكم فضائلي كلها مع ما عرفت من فضائل، وجنبتكم نقائصي كلها مع ما عرفت من نقائض، فاحترمتكم لتحترموني، وأخطأت أمامكم لتردوني، ورجعت عن خطئي لتتعلموا مني، وأنصفتكم من نفسي لتنصفوا الناس من نفوسكم، وعلمتكم معارضتي إذا جُرت لتتعلموا المعارضة لكل جائر، ولم آت في ذلك بدعاً. فهذه مبادئ الإسلام الذي علمتكم اتباع سبيله، والوقوف عند أمره ونهيه والفخر به، والجهر باتباع شعائره، وربيتكم على الطاعة في غير ذل، والعزة في غير كبر، والتعاون على الخير، والثبات على الحق، والقوة في غير ظلم، والنظام الكامل من غير أن يفقدكم النظام شخصياتكم واستقلالكم كنت أذكر ما كنت أستاء منه في المدرسة مما كان يصنع معنا معلمنا، فلا أصنع معكم منه شيئا: كنا نفر من المدرسة لأننا لا نجد فيها إلا جباراً عاتياً، عبوس الوجه، قوي الصوت، بذيء الكلمات، فجعلتكم تحبون المدرسة لأنكم تلقون فيها أباً باسماً شفيقاً يحبكم ويشفق عليكم، ويحرص على رضاكم كما يحرص على نفعكم.
وكنا نكره الدرس لأننا نجده شيئاً غريباً، وطلاسم لا نفهمها ولا ندرك صلتها بالحياة، ونعاقب على إهماله، ونجازي على الخطأ فيه، فجعلتكم تحبون الدرس لأنكم ترونه سهلاً سائغاً، تدركون صلته بحياتكم، وفائدته لكم، وتحفظونه لأنه لازم ومفيد لا خوفاً من العقاب ولا هرباً من الجزاء.
وكنا ننتظر المساء لننجو من المدرسة، لأننا نسجن فيها سجناً، لا نستطيع أن نميل أو نتلفت أو نتكلم، ولا نسمع من الأستاذ إلا عبارة الدرس المبهمة وألفاظ الشتائم المؤلمة. فجعلتكم تكرهون المساء لأنه يفصلكم عن المدرسة التي تقولون فيها ما شئتم من طيب القول، وتفعلون ما أردتم من صالح العمل، وتقرأون ما زلتم نشيطين للقراءة، فإذا مللتم من الدرس سمعتم قصة لطيفة، ونكتة حلوة، هي أيضاً درس من الدروس، ووجدتموني أحادثكم كما أحادث الرجال لا الأطفال. كنا نشعر بأننا أذلاء في المدرسة لأننا لا نقدر أن ندافع عن حقنا، أو نطالب بما لنا، وإذا قلنا كلمة فالعصا نازلة على رؤوسنا، أو رددنا على المعلم لفظة، فالبلاء مستقر على عواتقنا، فجعلتكم أعزة أحراراً، تدافعون عن حقكم، وتطالبون بما لكم، ولكن بأدب واحترام، واتباع لقوانين المجتمع وأنظمة المدرسة. . .
ولكنكم لا تستطيعون يا أولادي أن تفهموا التضحية التي قدمتها من أجلكم. لأنكم لم تعرفوا قبلي هذا الطراز من المعلمين، فحسبي أن أخبركم أنني اشتغل بالأدب. أعني أن لي نفساً تشعر وتحس، وتألم وتسرّ، وتغضب وترضى، وتثور وتهدأ، وتأمل وتقنط، وأن لي غاية في الحياة أكبر من هذه الوظيفة. وأنني أهم بأشياء غير صفارة المناوب، وعصا التأديب، وحفظ النكات الباردة لتقطيع الوقت بها، ولف رجل على رجل في عظمة جوفاء لانتظار الدرس. . .
ذلك أنني أغدو إلى المدرسة كل يوم وفي نفسي عشرات من الصور والأفكار، أبني منها هياكل فخمة لآثاري الأدبية القيمة التي لم أكتب منها شيئاً بعد فإذا بلغت المدرسة ونشقت هذا الهواء المليء بجراثيم البلادة والخمول، طار من رأسي كل شيء، وأحسست أني غدوت حقيقة معلماً أولياً.
أجل. لقد ضحيت من أجلكم بفكري ونفسي. . فخسرتهما من أجلكم، وهأنذا أخسركم أنتم أيضاً.
إنكم لا تعلمون أي فراغ سيدع في نفسي فراقكم، وتحسبون معلمكم واحداً من هؤلاء البشر الآليين الذين يذهبون ويجيئون ويعملون ويتركون، ولكن بلا قلوب، فسأقص عليكم قصة وقعت لي منذ أسبوع:
كان اليوم عطلة وكنت أرقبه من زمن بعيد لأستريح فيه من هذا العناء الذي هدني هداً وطمس بصيرتي، وبلغ بي إلى الحضيض الفكري، فلما أصبحت عمدت إلى المطالعة فلم أفهم شيئاً، ووجدت شيئاً يدفعني إلى الخروج، فارتديت ثيابي وأنا لا أدري أين أقصد، فإذا أنا أمشي في الطرقات التي أمشي فيها كل يوم. وإذا رجلاي تقودانني إلى باب المدرسة. هنالك انتبهت، وعدت إلى نفسي، فإذا أنا لم أقدر أن أعيش يوماً واحداً بعيداً عنكم، وإذا صوركم وبسماتكم الحلوة، وشيطنتكم البريئة، وصداقتكم الخالصة، وأصابعكم الممدودة للسؤال قيد بصري حيثما ذهبت!
ولكن لا عليكم مني يا أبنائي، لا تفكروا فيّ ولا تحملوا همّي، بل فكروا دائماً في مبادئ علمتكم إياها، واذكروا في المستقبل أني كنت أستاذكم، وأنكم أحببتموني وأحببتكم، ولا تحقدوا عليّ أني كنت أحياناً أقسو عليكم أو أعاقبكم، فإنما كان ذلك لفائدتكم.
وبعد. فقوموا يا أولادي، ودّعوا أباكم الذي لن تلقوه بعد اليوم. (من الرسالة بتصرف)
هذه هي حياة المعلم؛ يغرس غصون الحب في قلبه فتمزقه بجذورها، فإذا أزهرت جاءوا فنزعوها من قلبه، فمزقوه مرة ثانية بنزعها: يأخذ المعلم أولاداً لا يعرفهم ولا يعرفونه، فلا يزال يجهد فيهم، ليفهم طبائعهم، ويألفهم ويحبهم، ويقوّم اعوجاجهم ويصلح فاسدهم، حتى إذا أثمر الحب الفائدة، وأتى العطف بالمنفعة، جاء ولاة الأمور فقطعوا بجرّة قلم واحدة هذه الأسباب كلها. وفرقوا بنقطة من حبر بين الأب وأولاده، لا لشيء. بل لوشاية سافلة أو مؤامرة دنيئة، أو لإخلاء مكانه ليبوّأه بعض الملتمسين من ذوي الوساطات .
وانطلق صاحبنا يهمس في أذن نفسه:
إني أشعر بالانحطاط والضعف، وأحسّ كأنني شمعة قد أنطفأت، لم يكف أنهم أضاعوني والقوني في هذا الطرْق حتى جعلوني أسبح فيه، ثم أغوص إلى أعماقه، بينما يمرح الأدعياء واللصوص بالعيون الصافية ويقطفون وردها وزهرها!
لم يبق لي أمل. . . لقد سقطت في المعركة قبل أن أنال ظفراً، لقد بعت نفسي ومستقبلي وآمالي بليرات معدودة في الشهر ثمناً لخبز عيالي. . . أفكان حراماً أن أجدها من غير هذا الطريق، ألم يكن بد من أن أموت لأعيش؟. .
أستغفرك اللهم. فلا اعتراض ولا انتقاد، ولكنما هي شكوى. أفيخسر المرء ماله فيشكو، ويفقد حبيبه فيبكي، ويرى آماله تنهار أمام عينيه ونفسه تذوب وحياته تنضب ومواهبه تذوي ولا يقول شيئاً؟
إنني أشكو، ولكن إلى الله؛ فليس في الناس من يشكى إليه!( من الرسالة)