أنقرة (الزمان التركية) – أدلى رئيس الشؤون الدينية التركية محمد جورماز بتصريحات داعمة ليوسف القرضاوي الذي أدرجته مجموعة من الدول العربية ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنوها مؤخرًا.
وفي كلمته خلال حفل إفطار عُقد في إسطنبول مع العلماء المهاجرين الذين تستضيفهم تركيا وصف جورماز إسطنبول بـ”مهد العلماء” و”الديار التي يجتمع فيها العلماء”. وأضاف جورماز أنه يتوجب على العلماء التكاتف والعمل سويا، معربًا عن حزنه الشديد من الظلم والتعذيب الذي يتعرض له بعض العلماء، على حد تعبيره، مع أنه يأتي في مقدمة صفوف الذين يحملون الحطب إلى النار الذي أشعله الرئيس رجب طيب أردوغان ليحرق فيه علماء بلده ومواطنيه العاديين المتعاطفين مع حركة الخدمة.
وأوضح جورماز أن هؤلاء العلماء لم يعودوا يعيشون داخل بلادهم، بل تم تهجيرهم، ويحاولون مواصلة حياتهم في البلد الذي يُقيمون فيه، كما أفاد أنهم يحمدون المولى عز وجل ويشكرونه كعلماء للعالم الإسلامي قائلا: “العالم الإسلامي اليوم يمر بأزمة كبيرة. وندعو المولى أن تسفر هذه التطورات المحزنة عن نتيجة جيدة، وندعو الله لأن هذا الخلاف والانقسام واختلاف الرأي يقع بين أعز أشقائنا. في هذا اليوم المبارك نتوجه إلى المولى عز وجل وندعوه. يتوجب على قطر والإمارات والسعودية ومصر قبول أعمال الوساطة”.
“لا يجوز للمسلم ارتداء ملابس الحرب ضد المسلم”
وشدد جورماز على أنه لا يجوز للمسلم ارتداء الملابس الحربية والدروع ضد شقيقه المسلم، مفيدا أن الأراضي الإسلامية والدول المسلمة تواجه منذ سنوات وإلى اليوم أحداثا محزنة وأن كل هذه المجتمعات مجتمعات مسلمة ومسالمة تؤمن بخالقها وتحترم قدسيته في هذا الشهر المبارك. وأوضح جورماز في كلمته أنه يتوجب على المسلمين احترام بعضهما البعض ومعاونة بعضهما البعض، مشيرا إلى أن العلماء في كل بقاع العالم تقع على عاتقهم مهام كبيرة ويتوجب عليهم إدراك المسؤولية الواقعة على عاتقهم خلال الفترة التي يعيشونها.
وأدان جورماز “الظلم الكبير الذي يتعرض له القرضاوي والعلماء”، داعيا إلى الاتحاد في الخير والتصدي للأعداء، على حد تعبيره.
ذكر جورماز أن العلماء يقع على عاتقهم حمل كبير وأن العلماء العاملين سيرزقهم المولى عز وجل التوفيق والنجاح، مؤكدا أنه يتوجب على العلماء التصدي للسلطان الجائر، ومنعه من ارتكاب السوء. وأضاف جورماز: “أنا على ثقة بأن كل العلماء يتحملون المسؤولية، فهم أناس أكفاء قادرون على مواصلة هذا وهم أناس يعملون من أجل استقرار وخير المجتمعات، فالعلماء هم من سينقلون المجتمعات إلى السعادة ويبذلون جهودهم من أجل هذا ولا مستقبل للدول والحكومات التي تهين العلماء وتحقّر من شأنهم وتظهر تصرفات غير طيبة”.
وتطرق جورماز إلى أنه لا يمكن لعالم إباحة دماء المؤمن ويتوجب على العلماء التصدي للإرهاب وحماية الحقوق، وشدد على ضرورة الدفاع عن العلماء المستهدفين والتضامن معهم، معربا عن حزنه الشديد من تصنيف علماء بارزين كـ”إرهابيين”، على حد تعبيره.
انتقاد جورماز الدول التي أعلنت القرضاوي مع شخصيات أخرى إرهابيًّا، وسكوته على ما يتعرض له الأستاذ فتح الله غولن من ظلم وجور على يد الرئيس أردوغان، بل مبادرته إلى إعلان حركة الخدمة التي تستلهم فكره من “الفرق الضالة”، نزولاً عند طلب “السلطان الجائر”، بحسب عبارته، اعتبره محللون “الكيل بمكيالين” على أقل تقدير.
يذكر أن القرضاوي المعروف بدعمه لجماعة الإخوان المسلمين يقيم في قطر، وورد اسمه في قائمة العناصر الإرهابية المرتبطة مع قطر التي نشرتها بعض الدول العربية بقيادة السعودية ومصر، وكان القرضاوي قد أثار جدلا كبيرا بفتواه التي أجازت الهجمات الانتحارية في ظروف معينة، ووصفه الرئيس أردوغان بخليفة المسلمين في شتى المناسبات.

















