(الزمان التركية)- أطلق وزير الخارجية اليونانى، نيكوس كوتزياس تصريحات أثارت عددا من علامات الاستفهام، حيث ألمح إلى أن هناك دولة أخرى ستلقى مصير الدوحة، قائلا فى بيان وزعته السفارة اليونانية بالقاهرة اليوم: “نفس الأزمة سوف تتكرر مع دولة أخرى، من السابق لأوانه أن يعلن عن اسمها“.
وأضاف وزير الخارجية اليونانى فى البيان نفسه، أن اليونان دولة لها علاقات جيدة مع العالم العربى، وهى تحاول أن تحافظ على توازنات سليمة وعادلة فى نفس الوقت، مؤكدًا على أن الدولة اليونانية لم تكن أبدًا قوة استعمارية، بل هى تحرص على الأمن والاستقرار فى المنطقة.
و أضاف الوزير “كوتزياس”، أن “أردوغان” وتركيا يريدان الظهور كوسطاء، ولكن هذا الدور تضطلع به اليونان، مؤكدًا عدم قدرة تركيا ورئيسها على القيام بذلك، لأن الدول الأخرى تعتبر أن مواقفهم متطابقة مع قطر والإخوان المسلمين، بحسب البيان.
وأكد الوزير “كوتزياس” فى تصريحات إعلامية أدلى بها مؤخرًا، أن جميع الدول المنخرطة فى أزمة قطع العلاقات مع قطر كانت كلها موجودة قبل بضعة أسابيع بجزيرة “رودس”، وأسهمت فى إنجاح مؤتمر رودس الدولى، بهدف الاتجاه إلى إنشاء منظمة خاصة للأمن والاستقرار فى شرق المتوسط، وبالتالى فإن اليونان تتحرك على هذا الأساس.
وأوضح وزير الخارجية اليونانى، أن هناك دولًا ترتبط معها اليونان بعلاقات ممتازة، والدليل على ذلك أن مصر طلبت من اليونان أن تقوم بتمثيل مصالحها الدبلوماسية والسياسية والقنصلية فى قطر، ذلك أن هناك أكثر من 250 ألف مصرى يعملون فى قطر .
وأضاف الوزير “كوتزياس”، أن هذه التطورات لها تاريخ قديم، يمتد على مدى 15 أو 20 عامًا، وهو مسألة العلاقات بين العالم العربى مع إيران، وأين هى منابع الإرهاب؟، وما هو الموقف المشترك الذى يمكن – أو لا يمكن- أن تتخذه الدول العربية؟.
وأشار وزير الخارجية اليونانى، إلى أن تدخلًا مشابهًا حدث فى عام 2014، وإن كان أقل حدة واتساعًا، وذلك حين تغيرت قيادة الأسرة الحاكمة فى قطر وتم تخطى ثلاثة أولياء للعهد، حيث تولى فى النهاية الحاكم الحالى لدولة قطر، لافتًا إلى أن التصريحات الصادرة من الدول المعنية الأخرى، يُفهم منها أن المشكلة ليست فى تغيير الأشخاص بل فى تغيير السياسات، أى أن تتوافق قطر بشكل أكبر مع السياسة الخارجية المشتركة للدول الأخرى، وهى بالأساس الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، ولكن هناك عدة دول أخرى قد اتخذت موقفًا (إزاء الأزمة)، كان آخرها “جيبوتى”.
من جانبه أكد محمد حامد، الباحث والمتخصص في الشأن التركي لموقع الفجر، أن تصريح وزير الخارجية اليوناني الذي يأتي في معظمه ضد تركيا، هدفه الأساسي “المناكفة” في تركيا.
وأضاف “حامد” في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أن هدف اليونان من ذلك هو لفت الأنظار لا سيما أنظار أوروبا تجاه تركيا التي تدعم هي الأخرى الإرهاب بحيث يتم اتخاذ ضدها إجراءات تأتي على غرار ما حدث لقطر.
وأوضح الباحث والمتخصص في الشأن التركي، أن العلاقات التركية اليونانية تمر بأزمات كبيرة، ولذلك تستغل اليونان ما يحدث لقطر، التي تساعدها بالطبع تركيا، في محاولة منها للعمل على اتخاذ خطوات مضادة ضد أنقرة وأردوغان، من خلال انتقادها انتقادات حادة.
أمر مستبعد
ويستبعد “حامد” أن يحدث مع تركيا مثل ما حدث مع قطر، لافتا إلى أن تركيا تختلف تماما عن قطر، حيث أن شبكات الإرهاب التي تتعامل معها تركيا تختلف كثيرا عن علاقات قطر مع تلك الجماعات حيث تتداخل كثيرا، فهي شبكات معقدة أقوى من تركيا.
ويضيف” الجماعات التي تتداخل مع تركيا هي جماعات ضعيفة ومستحدثة أيضا، وتختلف عن الشبكات القطرية التي هي أكثر تعقيدًا وقدِما.
اليونان تقصد تركيا ولكن مستبعد
وأوضح الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن تركيا لديها علاقات مشبوهة هي الأخرى، ولديها اتصالات قوية مع الجماعات المتطرفة، وبالتالي فإنّه يحق للعالم أن يفعل بها ما حدث مع قطر.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أن العلاقات اليونانية التركية، ليست على ما يرام في تلك الآونة، وبالتالي فإنه كما يبدو أن تلك التصريحات التي وصفت بأنها تكهنات حول أن هناك دولة سيأتي عليها الدور بعد قطر، يُقصد بها تركيا.
وبسؤاله عن إمكانية تحقيق ذلك، قال برغم أهميته لردع من يعملون مع الجماعات الإرهابية، فإنه من المستبعد أن يحدث ذلك نظرا للعلاقات الدولية التي تتمتع بها تركيا، مع الكثير من الدول من ضمنها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

















