فان (الزمان التركية) – ألقت السلطات التركية القبض على مواطنين قرويين في مدينة فان بحجة أنهم إرهابيون، ومن ثم نشرت صورًا عنهم تكشف تعرضهم لشتى أنواع التعذيب، معلقة عليها بقولها “لقد اعترف المجرمون”، غير أن السلطات نفسها أطلقت سراح هؤلاء المتهمين في وقت لاحق معلنةً وقوع خطأ في الحادثة!
بدأت الواقعة عندما ألقت قوات الأمن القبض على 4 أشخاص بتهمة التورط في الهجوم على مديرية أمن بلدة “جيفاش” التابعة لمدينة فان جنوب شرق تركيا، مشيرة إلى أن المشتبه بهم هم: جمال أصلان 53 عامًا، وخليل أصلان 50 عامًا، وعبد السلام أصلان 35 عامًا وشخص آخر لم يستدل على اسمه.
وأعلنت رئاسة ولاية المدينة أن المشتبه بهم اعترفوا بتورطهم في الهجوم على مديرية الأمن، لكن يتبين علنًا من الصور التي نشرتها الولاية ذاتها أن المواطنين مورس عليهم التعذيب، لكن الطامة الكبرى هي أن الولاية اعترفت فيما بعد بوقوع خطأ من طرفها في الواقعة وأن المعتقلين ليس لهم أي علاقة بالهجوم الإرهابي المذكور، ليتم الإفراج في وقت لاحق عن المواطنين القرويين الذين كانوا يجمعون فطر (عيش الغراب) في منطقة ريفية زراعية.
على الرغم من اعتراف السلطات بالخطأ، إلا أنه لم يفتح أي تحقيق مع المسؤولين الذين اعتقلوا مواطنين قرويين أبرياء وتعرضوا للتعذيب لانتزاع اعترافات من أفواههم، لكن الأمر يكشف طريقة السلطات الأمنية والقضائية في التعامل مع المواطنين الأبرياء أو المتهمين.
واعتبر محللون هذه الحادثة اعترافًا رسميًّا بممارسة التعذيب على المتهمين أو الأبرياء في مراكز الأمن والسجون، في ظل حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة ووافق عليها رئيس الجمهورية في بحجة المحاولة الانقلابية الفاشلة.