أنقرة (الزمان التركية) – يواصل محاسب جريدة “جمهوريت” المعارضة التركية أمرى إيبار حبسه الانفرادي لليوم المائة منذ اعتقاله في 18 إبريل/ نيسان الماضي، بتهمة استخدامه تطبيق “ByLock” المزعوم استخدامه للتخطيط في محاولة الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا في 15 يوليو/ تموز الماضي.
وبحسب مصادر أمنية فإن ملف التحقيق مع إيبار يضم تقرير يفيد استخدامه تطبيق “ByLock” المزعوم استخدامه من قبل حركة الخدمة للتخطيط لمحاولة الانقلاب، مشيرة إلى استمراره في محبسه ليومه المائة.
وكانت النيابة العامة قد أصدرت مذكرة اعتقال في حق إيبار ضمن تحقيقاتها التي انطلقت عام 2016 بالرغم من عدم استدعائه للإدلاء بأقواله، موجهة له تهمة استخدام تطبيقة “ByLock”، معتمدة على تقرير مكون من 3 أسطر لرئاسة إدارة مكافحة التهريب والجرائم المنظمة؛ إلا أن النيابة العامة لم تطلب الحصول على تقرير حول هاتفه المحمول.
وتقرير الخبراء أكد عدم وجود أي إشارات على استخدام أمرى إيبار للتطبيق أو حتى تحميله على هاتفه الخاص.
وسجل التقرير الذي لجأت له النيابة في مذكرة ادعاءها تاريخ 26 أغسطس/ آب 2014، إلا أنها لم توضح ما إذا كان هذا التاريخ تاريخ الاستخدام أو تاريخ تحميل البرنامج.
فضلًا عن أن رمز IMEI الخاص بالهاتف المذكور في مذكرة الادعاء غير صحيح مكونًا من 14 رقمًا وليس 15 رقمًا كما يجب أن يكون.
تقرير المخابرت التركية حول بايلوك
ومع أن أردوغان زعم أن تطبيق بايلوك كان “الوسيلة السرية لتواصل الانقلابيين”، و”لا يستخدمه إلا المنتمون إلى حركة الخدمة”، و”لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث”، وكل عمليات الاعتقال والفصل تجري بتهمة استخدام هذا التطبيق وإن لم تكن مشاركة فعلية في محاولة الانقلاب، إلا أن صحيفة “حريت” التركية نشرت في شهر أكتوبر / تشرين الأول الماضي حوارا في افتتاحيتها أجرته مع ديفيد كينز؛ صاحب برنامج وتطبيق بايلوك، حيث أكد أن التطبيق توقف تداوله وطرحه في كل من Google Play وAppstore منذ شهر يناير / كانون الثاني من عام 2016، أي قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب الفاشل، وأن التطبيق نزله حوالي 600 ألف شخص، وهو مفتوح للجميع، وليس مقتصرا على المنتمين إلى حركة الخدمة، كما زعم أردوغان.
ولما جاء يوم 17 من شهر يناير المنصرم نشرت معظم الصحف التركية تقريرا أعدته المخابرات التركية يتناقض مع أطروحات أردوغان حول تطبيق بايلوك. ومع أن التقرير أعد أصلا من أجل الدعاية السوداء ضد الخدمة، وتقديم أدلة جديدة تساند نظرية وقوفها وراء الانقلاب الفاشل، إلا أن “قراءة ما بين السطور” تكشف أن المخابرات التركية تعترف بشكل صارخ بأن التطبيق يمكن أن يحمله أي شخص من Google Play المفتوح للجميع. بمعنى أنها نفت مزاعمها السابقة التي ادعت فيها أنه لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، وأنه خاص بأفراد حركة الخدمة، كما أقرت بأن هذا التطبيق قد بدأ عرضه على المستخدمين عبر Google Play منذ بداية عام 2014 حتى مطلع عام 2016، أي انتهى عرضه قبل 6 أشهر من الانقلاب الفاشل، التقرير الذي أيد تصريحات صاحب التطبيق وأسقط مزاعم أردوغان.
وحتى لو افترضنا صحة مزاعم أردوغان حول تطبيق بايلوك، فإن جميع عمليات الاعتقال بتهمة استخدامه تعسفية وغير قانونية، ذلك أن هذه المزاعم مصدرها المخابرات التركية التي سبق أن أعلنت بشكل رسمي “أن الوثائق والتقارير الاستخباراتية التي نقدمها لمؤسسات الدولة الأخرى، والتي نعدها بعد تقييم وتفسير الوثائق والمعلومات التي تأتي إلى جهازنا من مصادر مختلفة، لا يمكن استخدامها كأدلة قانونية”.
واعتقلت الشرطة التركية رئيس تحريرصحيفة “جمهورييت”المعارضة في شهر أكتوبر العام الماضي، كما أصدرت النيابة العامة 13مذكرة اعتقال صدرت ضد صحفيين ومسئولين في الصحيفة المعارضة.