أنقرة (الزمان التركية) – انتقدت وسائل الإعلام التركية المقربة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة عزل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بقرار من المحكمة الدستورية.
ووصفت صحيفة صباح المقربة للحكومة التركية الحادثة بـ”الانقلاب القضائي”، متهمة “جماعة طاهرالقادري ” التي تظهر في مظهر “الدولة الباكستانية الموازية” بتدبير الانقلاب القضائي.
وأوضحت الصحيفة “أن الانقلاب القضائي الذي نفذته جماعة طاهر القادري زلزل باكستان التي تشغل مكانة مهمة في العالم الإسلامي بموقعها الاستراتيجي وتعداد سكانها البالغ 200 مليون نسمة”، مدعية أن جماعة القادري، التي وصفتها بـ”الدولة الباكستانية الموازية”، والتي سبق وأن نُشرت بحق زعيمها أخبارا تصفه بـ”العالم الزائف” هي التي عزلت شريف من منصبه.
وزعمت الصحيفة أن القادري المقيم في كندا أسس تنظيما إرهابيا داخل الدولة، مشيرة إلى كون باكستان الدولة الوحيدة من بين الدول الإسلامية التي تشبه تركيا في نظام الحكم. وأوضحت الصحيفة أن باكستان تُدار بنظام برلماني، وأنه في موقع متطور على الرغم من عدم تمتعها بالديمقراطية بالقدر المطلوب، مؤكدة أن العلاقات بين تركيا وباكستان وطيدة، ويجمعهما تعاون عسكري واقتصادي، كما أن القوة العسكرية الباكستانية تتمتع بمركز مهم نظرا لكون باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك سلاحا نوويا.
ما سبب انزعاج إعلام أردوغان؟
في عام 2013 شهدت تركيا تحقيقات الفساد والرشوة ضد عدد من الوزراء وأسرة أردوغان، ووصفت حكومة أردوغان التحقيقات بـ”الانقلاب القضائي” أيضًا، واتهمت حركة الخدمة بتدبير هذا الانقلاب، وأقدمت على فصل وحبس كل رجال الشرطة وأفراد القضاء الذين تولوا التحقيقات.
من جانبه شبه إعلام أردوغان واقعة عزل شريف بتحقيقات تركيا، زاعما أن القضاء في باكستان غير مستقل.
وخلال الأيام الماضية قالت كواليس أنقرة إن زيارة أردوغان الأخيرة لباكستان ولقاءه مع نواز شريف كانت تستهدف تبييض أمواله السوداء دعمه وإضفاء الشرعية على ممارسات فساده.
يُذكر أن وسائل الإعلام التركية قد وجهت انتقادات عنيفة إلى العقوبات التي فرضتها 4 دول عربية، وفي مقدمتها السعودية تجاه قطر، ووصفت ملك السعودية بـ”خادم أمريكا”.
هذا ويُعرف أمير قطر المتهم بدعم الإرهاب بعلاقاته الوطيدة مع أردوغان.
يذكر أن محمد طاهر القادري من مواليد 19 فبراير 1951 عالم دين مسلم وسياسي من باكستان ومؤسس مؤسسة منهاج القرآن الدولية وهي منظمة عالمية هدفها إرساء مبدأ التفاهم والوحدة والحوار بين الشعوب والمجتمعات، وتعليم الشباب مبادئ علوم الإسلام الأساسية التي تروج للسلام. هو أيضا مؤسس المنهاج للرعاية والتي توفر الرعاية للمحتاجين، وجامعة المنهاج الدولية في لاهور، كما أنه الرئيس المؤسس لحزب الحركة الشعبية في باكستان.
اعتبر محمد طاهر القادري من أكثر العلماء المسلمين صراحة في فتوى صدرت له من ستمائة صفحة بشأن الإرهاب، حيث وصف القادري الذين يقومون بأعمال تفجيرات انتحارية بأنهم “غير مسلمين” و”زنادقة”. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في 2 مارس 2009 في لندن واصفا الانتحاريين “…لا يمكنهم الادعاء بأن انتحارهم عمل من أعمال الشهادة ليصبحوا من أبطال الامة، هذا غير صحيح لأنهم سيصبحون من أبطال النار في الجحيم”، مضيفا “بأن الإسلام يعتبرهم كفارا”، واصفا تنظيم القاعدة بأنها “شر قديم باسم جديد”، بحسب ما ورد في الموسوعة العالمية ويكيبيديا.