أنقرة (الزمان التركية) – كشف موقع تركي عن وثيقة تحتوي على إرشادات إلى “أفضل الطرق” لاعتقال مزيد من المواطنين في إطار “تحقيقات حركة الخدمة”؛ المثيرة التي باتت أداة في يد الرئيس رجب طيب أردوغان يسلطها على كل من أراد تصفيته، بغضّ النظر عن كون المستهدف منتميًا إلى هذه الحركة فعلاً أم لا.
وتوضح الوثيقة المؤلفة من 6 صفحات المعاييرَ الواجب توافرها حتى يمكن اعتقال المتهمين بالانتماء لحركة الخدمة، كما تضمّ توجيهات حول “أسرع الطرق وأفضلها” من أجل التمكّن من اعتقال مزيدٍ ممّن يزعم انتماؤهم إلى الحركة.
وتشير إحصاءات وزارة العدل التركية إلى حبس 50 ألفا و510 أشخاص واتخاذ إجراءات قانونية بحق 169 ألفا و13 شخصًا اعتبارا من الخامس عشر من يوليو/ تموز خلال الحملات الأمنية ضد حركة الخدمة.
وتعزز الوثيقة التي حصل عليها موقع كرونوس (KRONOS) التركي الادعاءات المتعلقة بتلقي القضاة تعليمات من السلطات فيما يتعلق بحالات الاعتقال الجماعية العشوائية التي تشهدها تحقيقات حركة الخدمة.
ومع أن الوثيقة لا تحمل أية توقيعات تظهر هوية مُعدّها حسب ما ذكره الموقع، لكن ورود بعض التوجيهات إلى قضاة “محاكم الصلح والجزاء” يشير إلى أن الوثيقة موجهة لقضاة محاكم الصلح والجزاء التي أسستها الحكومة التركية بعد إلغاء المحاكم القديمة عقب بدء تحقيقات الفساد والرشوة التي تورطت فيها حكومة أردوغان من أجل إغلاق ملفات التحقيقات قبل انتهاء العملية بصورة طبيعية.
ويُعتقد أن الوثيقة التي تشبه ملاحظات ندوة لاحتوائها على أقسام السؤال والجواب تم إعدادها بالمجلس الأعلى للقضاة ومدعي العموم، كما تُشير الادعاءات إلى أن هذه الوثيقة تُوزع على قضاة محاكم الصلح والجزاء كدليل اعتقالات مؤثر.
الاعتراف كان أكثر الأمور التي ركّزت عليها الوثيقة، حيث طالبت قضاة محاكم الصلح والجزاء خلال التوجيهات التي وردت أسفل العديد من العناوين بالعثور على معترفين مهما كلف الثمن.
ونص دليل الاعتقالات على ضرورة تضمن المعلومات التي سيقر بها المعترف أسماء أشخاص وأماكن وتواريخ ومعلومات موجهة لحل التنظيم وإلا لن تقبل اعترافاته.
وتؤكد الوثيقة ضرورة التركيز خلال إفادة شاهد العيان على الأسماء والأماكن والتواريخ، وفي حال تضمنت الإفادة بيانات مادية سيتم اعتبارها دليل إدانة.
وشددت الوثيقة على أنه يتوجب على المشتبه به تقديم معلومات جديدة بشأن حل التنظيم وتقديم معلومات مادية كي ينتفع من أحكام الندم، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام بالاعترافات التي تتضمن أماكن وتواريخ وشخصيات حقيقية.
وأضافت الوثيقة أنه يجب الأخذ في عين الاعتبار أن بعض أفراد حركة الخدمة يقدمون على كشف هويات يقفون موقف المعادي للحركة على أنهم من الحركة، وذلك لإنقاذ أنفسهم أو للإضرار بالمعركة القائمة ضد التنظيم. على حد وصف الوثيقة.
ذكرت الوثيقة أيضا أن التدقيقات التي أجراها خبراء الإرهاب أوضحت أنه نادرا ما يشعر أعضاء حركة الخدمة بالندم.
وطالبت الوثيقة أيضا بتوفير أجواء طبيعية لتحفيز المشتبه به على الاعتراف، إذ أشارت الوثيقة إلى أهمية استجواب المشتبه بهم كل على حدة لتشجيعهم على الاعتراف وضرورة تشجيعهم على الانتفاع من أحكام الندم خلال استجوابهم بتذكيرهم بالنتائج والأحكام القانونية للندم.