واشنطن (الزمان التركية) – نشرت مؤسسة “Alliance for Shared Values” (التحالف من أجل القيم المشتركة) في ولاية نيويورك الأمريكية التابعة لحركة الخدمة والأستاذ فتح الله غولن ردًا على التقرير الأخير لهيئة الشؤون الدينية التركية حول الحركة، والذي اعتبره محللون مجرد “تكرار سيئ” لمزاعم السلطة السياسة.
كشفت اللجنة العليا لرئاسة هيئة شؤون الدينية التركية عن تقريرها الأخير حول حركة الخدمة بعنوان “تحليل 40 عامًا من مسيرة حركة غولن “بتاريخ 14 يوليو/ تموز 2017.
وأوضحت مؤسسة التحالف من أجل القيم المشتركة أن تقرير هيئة الشؤون الدينية التركية يكشف عن تسييس المؤسسة الدينية في تركيا ودخولها تحت الوصاية السياسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووجود أزمة دينية في البلاد.
وتؤكد المؤسسة باعتبارها ممثلًا عن مؤسسات المجتمع المدني المقربة من حركة الخدمة في الولايات المتحدة الأمريكية أنها ترفض الادعاءات المذكورة في التقرير جملة وتفصيلًا.
وأوضحت أن غرض الرئيس أردوغان من التوجيه لإعداد هذا التقرير ليس عمل دراسة علمية حقيقية، وإنما استغلال للهيئة في محاولة لإيهام العالم بأن الحركة مجرد شبكة إجرامية انطلاقًا من عوامل سياسية.
وأشار الرد إلى أن رئيس هيئة الشؤون الدينية التركية محمد جورماز كان قد صرح في وقتٍ سابق بأن هذه الدراسة لم تُعد من أجل تسليط الضوء على أخطاء حركة الخدمة وتصرفاتها المخالفة للدين، بل أعدت بتعليمات خاصة من الرئيس أردوغان للجنة العليا بالهيئة.
ولفتت مؤسسة التحالف من أجل القيم المشتركة إلى أن هذا التقرير يمثل بعدًا جديدًا لأعمال التشويه والدعاية السوداء التي يقودها أردوغان بشدة وعنف في أعقاب محاولة الانقلاب الغاشم الذي شهدته تركيا في 15 يوليو/ تموز 2016.
وتابعت المؤسسة: “فقد فشل أردوغان في إقناع الرأي العام العالمي ودول العالم بأن الأستاذ فتح الله غولن؛ ملهم حركة الخدمة والمتعاطفين معها هم من دبروا الانقلاب، رغم استغلاله كل وسائل الإعلام التي يفرض قبضته عليها بقوة أجهزة الأمن والقضاء واعتقال واحتجاز وفصل مئات الآلاف من العمل”.
وأوضحت المؤسسة في ردها أن أردوغان لم يكتفِ بالظلم الشديد لأعضاء الحركة والمتعاطفين معها في تركيا، بل يسعى لغلق المدارس التابعة للحركة في مختلف الدول ومصادرتها وطلب إعادة العاملين في تلك المدارس إلى تركيا، مشيرة إلى أن أردوغان بالرغم من استغلاله لاقتصاد الدولة والدبلوماسية الدولية إلا أنه فشل في بعض الحالات في تحقيق مساعيه.
وقالت المؤسسة إن أردوغان بدأ التوجه إلى محاولات تشويه الحركة من الناحية الدينية عن طريق تقرير اللجنة العليا لهيئة الشؤون الدينية، مؤكدة أن هذا التقرير يعتبر اعترافًا صريحًا من رئيس هيئة الشؤون الدينية محمد جورماز بتسييس المؤسسة الدينية في تركيا ودخولها تحت سيطرة القيادة السياسية.
ولفتت إلى أن هذا التقرير يعتبر تقريرًا واضحًا للسيطرة الاستبدادية للرئيس أردوغان على مؤسسات الدولة، وأنه دليل على أن كل المجموعات الدينية والمدنية في تركيا لم ولن تكون في مأمن من هجمات واعتداءات النظام الحالي.
ونظرًا لأن هذا التقرير يكشف عن التوجيه السياسي وراء إعداده ونشره، فإننا نريد تسليط الضوء على بعض النقاط، مخاطبين المسلمين في تركيا والعالم أجمع:
ولا بد أن نؤكد أن هيئة الشؤون الدينية أو أيا من رؤسائها لم تستخدم أي تصريحات مسيئة أو اتهامات لحركة الخدمة حتى تاريخ ديسمبر/ كانون الأول من عام 2013، حيث خرجت إلى النور فضائح الفساد والرشوة التي طالت أعضاء حكومة رئيس الوزراء في ذلك الوقت رجب طيب أردوغان وعددا من أقاربه؛ فلم يكن منه إلا أنْ أعلن أنّ ما حدث “انقلاب قضائي” على السلطة، ثم بدأ يتهم أعضاء المؤسسات القضائية المتعاطفين مع حركة الخدمة بالوقوف وراء هذه العمليات وتحقيقات الفساد والرشوة، ومع مرور الزمان بدأ أردوغان حملة تشويه منظمة ودعاية سوداء ضد الحركة والأستاذ غولن.
مسيرة الوعظ للأستاذ كولن استمرت على مدار 30 عامًا، وله علاقة بأعضاء هيئة الشؤون الدينية وخريجي كليات الإلهيات (الشريعة) والرؤساء السابقين لهيئة الشؤون الدينية.
وكان الأستاذ كولن في الفترة بين عامي 1959 و1981 مكلفًا من قبل رئاسة هيئة الشؤون الدينية بتدريس القرآن الكريم، والإمامة، وتقديم الوعظ في المساجد، وإلقاء دروس بالمناطق والمحافظات. وفي الفترة بين عامي 1989-1991 قدم دروسًا ومواعظ في أشهر مساجد تركيا لمئات الآلاف من المواطنين.
لذلك فإن أفضل رد على هذا التقرير المليء بالادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، هو مسيرة الأستاذ كولن وحركة الخدمة على مدار 40 عامًا، وعبارات المدح والثناء التي استخدمها رؤساء هيئة الشؤون الدينية، بمن فيهم الرئيس الحالي محمد جورماز.
وإذا كانت هيئة الشؤون الدينية صادقة في ادعائها، ندعوها للكشف عن طريقة ومعايير البحث والدراسة التي اعتمدتها في دراسة أعمال الأستاذ غولن، ومن ثم تطبيق هذه المعايير نفسها على تصريحات ومحادثات الرئيس أردوغان وأعضاء حزب العدالة والتنمية، حتى يتبين من هو في الضلالة ومن هو في الهداية.
وتجدر الإشارة إلى أن شؤون الدينية التركية نشرت تقريرا حول حركة الخدمة بتوجيه ودعم من الرئيس التركي اتهمت خلاله الحركة بـ”حركة ضالة” تستغل الدين لمصالحها.
وكانت الحكومة التركية قد اتهمت الحركة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف شهر يوليو، فيما نفت الحركة أية دور لها في المحاولة وطالب فتح الله غولن بفتح تحقيق دولي حول الانقلاب.
يذكر أن محمد جورماز؛ رئيس الشؤون الدينية الحالي، كان أرسل موسوعة باسم “الإسلام في ضوء الأحاديث” إلى الأستاذ فتح الله غولن في 20.04.2012 وكتب على الصفحة الأولى من الكتاب إهداء للأستاذ غولن بخطّ يده يحمل الكلمات التالية:
“أتشرف بتقديمي إلى حضراتكم المؤلف المسمى “الإسلام في ضوء الأحاديث – تفسير الأحاديث بالأحاديث” الذي جمع مواضيعه وبوّبها وصنّفها هذا الطالب الفقير لأهل الحديث مع ثلة من العلماء الشباب من خلال الاقتباس من مشكاة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، وذلك بهدف إطلاعكم على مضمونه وعرضه على نقدكم باعتباركم شخصية قد بذلت جهودًا جبارة من أجل تنشئة أجيال الإسلام، بمن فيهم شخصي العاجز. وبهذه المناسبة أسال الله تعالى لكم عمرًا مديدًا تنعم فيه بصحة وعافية وأقدم لفضيلتكم أسمى معاني الحب والتقدير”. كما أنه شارك في جميع النشاطات التي نظمتها الخدمة، في مقدمتها مؤتمرات “السراج النبوي ينير درب البشرية الحائرة”، وقام بزيارة مؤسساتها المختلفة، وألقى خطابات حماسية تحتضن جميع من لعبوا دورًا في هذه الخدمات الجليلة، وفي طليعتهم الأستاذ فتح الله غولن.