إسطنبول (زمان التركية) – أطلقت تركيا، أمس الجمعة، سراح صحفى ألماني من أصل تركي، على الرغم من وجود قرار قضائي ينص على استمرار اعتقاله، بينما أصدرت محكمة أخرى قرارًا بالحبس المؤبد لثلاثة صحفيين أتراك، على الرغم من قرار المحكمة الدستورية بضرورة إخلاء سبيلهم نظرًا لانتهاك حقوقهم.
وكان دنيز يوجيل (44 عاما) مراسل “دى فالت” الألمانية اعتقل في 14 فبراير/شباط 2017 بتهمة مساندة جماعات إرهابية، بينها حزب العمال الكردستاني، وظل في السجن دون أن يمثل أمام المحكمة منذ عام.
ومع أن النيابة العامة كانت تطالب بسجن يوجيل 18 عامًا، بتهمة “القيام بدعاية إرهابية” و”تحريض الجمهور على الكراهية والعدائية”، إلا أن السلطات التركية أطلقت سراحه بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لألمانيا بعد ساعة واحدة من لقاءه مع المستشارة أنجيلا ميركل، ليغادر إسطنبول على متن طائرة خاصة إلى ألمانيا.
ولأن قرار الإفراج عن يوجل جاء بعد ساعة من لقاء رئيس وزراء تركيا مع نظيره الألماني، ومن دون أن يكون بقرار قضائي، اعتبر المحللون أن الإفراج تم ضمن صفقة أو مساومة بين البلدين.
ورأى محللون أن اعتقال دنيز يوجل وأمثاله من الصحفيين الأجانب لم يكن إلا لتضليل الرأي العام والدعاية أن القوى الكبرى مثل أمريكا وألمانيا وغيرهما من الدول الغربية تقف وراء محاولة الانقلاب التي دبرها أردوغان في 2016 ليتخلص من معارضيه ويكون الرجل الأوحد ليهرب من المحاكمة على جرائمه في الفساد والإرهاب.
وفي تعليق منه على القرار قال وزير الخارجية الألماني سيجمار جابرييل، إن قرار المحكمة “غير مشروط”، ما يعنى أن بإمكان يوجيل مغادرة البلاد، وشوهد يوجيل الذى بدا متعبًا ولكن سعيدًا خلال عودته إلى شقته فى إسطنبول فى منطقة بشيكتاش، بحسب مراسل فرانس برس.
هذا وقال يوجيل في مقطع فيديو نشره عقب الإفراج عنه أنه أثناء خروجه من السجن أعطاه المسؤولون قرار المحكمة بمواصلة سجنه، مما جعله يستغرب ذلك قائلاً: “لا أعلم لماذا اعتقلتني تركيا قبل عام ولا أعلم كذلك لماذا تم الإفراج عني اليوم رغم أنني تسلمت قبيل خروجي من السجن وثيقة من المحكمة تعلن استمرار اعتقالي.. هذا إن دل على شيء فإنما يدل على موت القانون في تركيا”.
ومع أن يوجيل أعرب عن سعادته بإخلاء سبيله، إلا أنه أكد كذلك أن هناك عددًا كبيرًا من الصحفيين الأبرياء لا يزالون مسجونين إلى الآن.
وفي تعليق منه على القرار، قال رئيس تحرير صحفية “جمهوريت” التركية سابقاً الكاتب الصحفي “جان دوندار” أن القرار يدل على أن المحاكم في تركيا تحت سيطرة أردوغان، متسائلا “كيف يمكن الإفراج عن شخص لم يحاكم منذ عام؟”، مضيفا بقوله: “إن يوجيل اعتقل عندما أمر السلطان أردوغان باعتقاله وأفرج عنه عندما أمر السلطان بإفراجه”.
وكان الرئيس أردوغان وصف في عام 2017 يوجيل بأنه عميل وإرهابي، ولديهم تسجيلات مصورة تكشف علاقته بحزب العمال الكردستاني الإرهابي الانفصالي، مشددا على أنه أكد للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه لن يتم إطلاق سراح يوجيل وتسليمه لألمانيا طالما أنه في الحكم”، الوعد الذي لم يستطع أردوغان تنفيذه، حيث خرج يوجيل من السجن رغم قرار المحكمة باستمرار حالة اعتقاله، ومن ثم غادر تركيا إلى ألمانيا بطائرة خاصة.
وأشار الصحفي التركي المخضرم جان دوندار إلى احتمالية وجود صفقة بين ألمانيا وتركيا، وقد تكون طلبت تركيا من ألمانيا مقابل الإفراج عن يوجيل الصول على أسلحة، هي في حاجة إليها في ظل استمرار عملية عفرين في سوريا.
كما يمكن أن تكون تركيا طلبت من ألمانيا مقابل هذا الإفراج منع مظاهرات الأكراد المناوئين لعملية عفرين في ألمانيا، وهذا ما نشهدها على أرض الواقع في ألمانيا حيث تمنع السلطات الألمانية في الفترة الأخيرة مظاهرات للأكراد.
ومن اللافت أن الموقع الإلكتروني لصحيفة “يني عقد” الموالية للرئيس أردوغان لم تستسغ الإفراج عن الصحفي الألماني يوجيل ومغادرته إلى ألمانيا بطائرة خاصة رغم تحديات أردوغان المذكورة أعلاه فوضعت عنوان “تم تهريب دنيز يوجيل بطائرة خاصة”، وكأنه خرج من السجن وهرب من تركيا دون علم السلطات!
https://youtu.be/00rRAnvXZdQ