أنقرة (زمان التركية) – كشف مسؤول في الخارجية التركية عن نجاح الولايات المتحدة في الضغط على أنقرة للقبول بوجود كردي ضمن منطقة حكم ذاتي، لكن مع تغيير مناطق تمركزهم الحالية.
وقال مسؤول دبلوماسي لم يُكشف عن هويته في حديث مع صحيفة (يني تشاغ) التركية إن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة جدًا على تخصيص منطقة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شرق نهر الفرات بعد منح عدة مناطق لتركيا في غرب الفرات مشيراً إلى أن سعي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لتجنيد عناصر كردية قد يسفر في النهاية عن منطقة حكم ذاتي.
وأوضح المسؤول أن سوريا ستشهد نسخة مشابهة للوتيرة الجارية في العراق -إقليم كوردستان- مفيداً أن الأمر المهم بالنسبة لتركيا بعد هذه المرحلة هو الكيان الذي سيُقام في شرق الفرات وما إن كانت الحكومة المركزية في سوريا سيكون لها جيش مرة أخرى أم لا.
وفي تعليق منه على تصريحات المسؤول أكد مجري الحوار، الصحفي أحمد تاكان أنه بات واضحًا أن تركيا ستقبل بوجود وحدات حماية الشعب الكردية الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي في شرق الفرات.
وذكر تاكان في مقال له أن أردوغان وحكومته تظاهروا بالشجاعة تجاه الولايات المتحدة بتهديدهم بـ “الصفعة العثمانية” غير أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيثر نوريت لم ترد على ذلك بالكلمات بل اكتفت بإبتسامتها الساخرة، مفيدًا أن الجانب التركي واصل التظاهر بالشجاعة.
وأوضح تاكان أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس اقترح على نظيره التركي نور الدين جانيكلي خلال لقاء معه في بروكسيل العمل على فصل تبعية وحدات حماية الشعب الكردية عن تنظيم العمال الكردستاني الانفصالي ودفعهم لمحاربة بعضهم البعض.
وأضاف تاكان أن جانيكلي رغم أنه كان عليه في تلك اللحظة أن يغادر غرفة اللقاء اكتفى بالرد على نظيره الذي سخر من تركيا علانية أن المقترح غير منطقي وغير عقلاني، كما ذكر تاكان أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أغلو عقب لقائه بنظيره الأمريكي ريكس تيلرسون أوضح خلال إجابته عن سؤال صحفي أمريكي بشأن “الصفعة العثمانية” أن السياسيين قد يقومون أحيانًا بترجمة مشاعر الشعب.
وأن جايوش أوغلو اضطر إلى الاعتراف بأن عبارة “الصفعة العثمانية” كانت خطاباً موجهًا للرأي العام التركي الداخلي وأن هذه التصريحات جعلت واقعة “الصفعة العثمانية” في طي الماضي تماما مثلما حدث مع واقعة “دقيقة واحدة” في منتدي دافوس.
يُذكر أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد اجتمع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو عقب حضوره إلى أنقرة مساء أول أمس وقال بيان مشترك عقب الاجتماع أن الوفود ستضع آلية مشتركة لحل المواضيع التي ظهرت فيها مشكلات بين الدولتين.
وأفاد البيان الصادر عقب ليومين من اللقائات أن تركيا وأمريكا أكدتا على عزمهما وإصرارهما التصدي المشترك لشتى صور وأشكال الإرهاب.
وأكد البيان على تصدي الدولتين للقاعدة وداعش والعمال الكردستاني والتنظيمات الإرهابية الأخرى وامتداداتها مشيرا إلى اقتراح الجانب التركي خروج وحدات حماية الشعب الكردية من منبج وتراجعها إلى شرق الفرات وتمركز القوات الأمريكية والتركية داخل منبج سويا.