بقلم: الكاتبة والباحثة: مرام سعيد أبو عشيبة
(زمان التركبة)- تائه في بحرِ الهموم، تائه في بحرِ الآلام ينتظر فرجاً قريباً، بعد أن تاهت وحارت الخطوب والسبل به، خاصرته تنزف، ومآقيه تسيل دماً، خطوات غير متوازنة وغير مستوية، عقل مشوش عن التفكير، أيد مرتجفة، شعر باهت أبلق، ودموع شاردة إلى عالم أسطوري خيالي تثقل الكاهل، لكن ما دام أن هناك روحًا معلقة باليقين والثقة بالله وبحب كتاب الله فلا يأس ولا قنوط قال تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}{يوسف:87}، وقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }{الزمر:53}.
وما دام أن الله أقرب إلينا من أنفسنا وأن باب الدعاء مفتوح وأن هناك قلبًا يخفق ولسانًا يلهج ويدوي بذكر الله، فلا قلق ولا جزع قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }{غافر:60}، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}{البقرة:186}
يقول الطبري (ت:310ه) في تفسيره جامع البيان في تفسير القرآن: “وإذا سَألك يا محمد عبادي عَني: أين أنا؟ فإني قريبٌ منهم أسمع دُعاءهم، وأجيب دعوة الداعي منهم”.
ويقول الزمخشري (ت:538ه) في تفسيره الكشاف:” فإني قريب تمثيل لحاله في سهولة إجابته لمن دعاه وسرعة إنجاحه حاجة من سأله بحال من قرب مكانه، فإذا دعى أسرعت تلبيته”.