أنقرة (الزمان التركية) – يشير الخبراء والمحللون السياسيون إلى أن من أبرز العوامل التي دفعت الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان للإعلان المفاجئ عن عقد انتخابات رئاسية مبكرة هو مباغتة أحزاب المعارضة واستغلال عدم جاهزيتها.
إلا أن إعلان 15 نائبًا من حزب الشعب الجمهوري المعارض استقالتهم والانتقال إلى صفوف حزب “الخير” الوليد الذي تقوده المعارِضة المنشقة من حزب الحركة القومية ميرال أكشينار، ليس محض صدفة أو خطوة جاءت في اللحظات الأخيرة؛ إذ إن هناك لقاءات سرية تعقد خلف ستار الكواليس، جري الحديث فيها عن الاستعدادات للانتخابات المبكرة، حتى من قبل أن يعلن أردوغان موعد الانتخابات المبكرة في 24 يونيو/ حزيران المقبل، بدلًا من 3 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2019.
وكانت مصادر مطلعة كشفت عن عقد لقاء سري بين زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو وميرال أكشنار، قبل خطوة انضمام نواب “الشعب” إلى حزب أكشينار.
كيف بدأت اللقاءات بين الحزبين؟ ومن صاحب الفكرة؟
في الحقيقة كان الرأي مطروحًا على الطاولة من قبل؛ أي أن جميع الخيارات كانت مطروحة، وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري كيليتشدار أوغلو يرحب بالاقتراح. وبانتقال نواب حزب الشعب الجمهوري إلى صفوف حزب الخير، فأصدرت بناء على ذلك اللجنة العليا للانتخابات قرارًا حول الأحزاب التي يمكنها خوض الانتخابات، والذي يسمح لحزب الخير الوليد خوض السباق الانتخابي.
اهتم كيليتشدار أوغلو بنفسه بالأسماء التي ستنتقل إلى صفوف حزب الخير. وبحسب معلومات مسربة من كواليس لقاءات حزب الشعب الجمهوري مع حزب الخير، فإن النواب الـ15 انتقلوا إلى صفوف حزب الخير “بتعليمات من رئيس الحزب نفسه”. جميعهم وافقوا على التعليمات، ولم يرفض أي منهم. بينما أوضح بعض النواب نيتهم العودة لحزبهم الأم مرة أخرى.
وبحسب معلومات “حصرية” حصل عليها موقع أودا تي في “OdaTV” الإخباري، فإن لقاءات ومفاوضات التحالف سجلت توافقًا على نقطة مهمة، غير ملف نواب البرلمان؛ ألا وهو ضم حزبي السعادة والشعوب الديمقراطي للتحالف، ثم إضافة حزب الحرية والتضامن مع حزب اليسار الديمقراطي لهما أو ضم ممثلين عن هذين الحزبين الصغيرين، لتكوين تحالف كبير.
كل من الحزبين سيقدم مرشحه لخوض الجولة الأولى من الانتخابات، بينما سيجتمع التحالف على دعم المرشح الذي سيبقى في الجولة الثانية للانتخابات أمام أردوغان. وتجري مفاوضات حول التوافق على مرشح واحد لخوض الجولة الأولى من الانتخابات. ومن المنتظر أن تصدر النتائج خلال اجتماع مجلس حزب الشعب الجمهوري الذي من المقرر أن يعقد خلال يوم الثلاثاء.
وفي تطور سريع، أعلن كيليتشدار أوغلو عن مرشح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية خلال اجتماعات مع مقربين منه ومع رؤساء بلديات، قائلًا: “مرشحي هو يلماز بيويك أرشان”.
ويشار إلى أن يلماز بيويك أرشان كان يشغل منصب رئيس بلدية أسكيشهير.
أما ميرال أكشينار رئيسة حزب الخير والملقبة بـ “المرأة الحديدية”، والمنتظر ترشحها لإنتخابات الرئاسة فقد تولت منصب وزيرة الداخلية عام 1996، ولعبت دورًا كبيرًا في التصدي لانقلاب 28 شباط 1997 الناعم الموجه ضد الحكومة الائتلافية بين حزب الرفاه “الإسلامي” وحزب الطريق القويم “اليميني”، بالإضافة إلى تدمير المناخ الديمقراطي في البلاد وتهميش المجتمع المدني بكل أطيافه.
وشاركت أكشينار في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة أردوغان، إلا أنها تركت الحزب قائلة إنه “مجرد امتداد لحزب الرفاة الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان”.
وانضمت لاحقا إلى حزب الحركة القومية، ولكن وبسبب معارضتها لنهج زعيم الحزب دولت بهتشالي في تأييد أردوغان، أعلنت استقالتها من الحزب عام 2016، وأصبحت تعرف بلقب “المرأة الحديدية”.
وفي 25 أكتوبر 2017، أسست أكشينار حزبا جديدا أسمته “حزب الخير”، وكان من بين الأعضاء المؤسسين للحزب الجديد أربعة من نواب حزب الحركة القومية، ونائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط على الرابط التالي:
Kılıçdaroğlu ve Akşener görüşmesinin perde arkasını Odatv yazıyor