أنقرة (زمان التركية) – نشرت نقابة التربويين التركية تقريرا بعنوان “أطفالنا والحقائق” بمناسبة عيد الطفل والسيادة القومية التركية الذي يوافق اليوم، واحتوى التقرير أرقاما مرعبة حل الواقع الذي يعيه الأطفال في تركيا.
وتناول التقرير المشكلات التي يعاني منها الأطفال في العديد من المجالات وعلى رأسها التعليم، حيث أشار إلى ارتفاع الفجوة بين الجنسيين في التعليم الأساسي والعالي، مفيدا أن نسب تعليم الفتيات أقل من الذكور في كل المراحل باستثناء التعليم المفتوح.
وأوضح التقرير أن نسبة الفتيات من بين طلاب المرحلة الإعدادية الذين يواصلون التعليم المفتوح ارتفعت إلى 62 في المئة، بينما ارتفعت قضايا استغلال الأطفال خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة بلغت 3 أضعاف ما كانت عليه، وشهدت تركيا 483 ألف حالة زواج لفتيات قاصرات.
وبلغت نسبة الفقر بين الأطفال 25 في المئة، كما قارب عدد الأطفال العاملين المليونين اعتبارا من عام 2018 الجاري.
تعديل المناهج الدراسية 176 مرة
أشار التقرير أيضا إلى تغيير المناهج الدراسية بالمدارس الابتدائية والإعدادية 17 مرة وبمدارس أئمة الخطباء الدينية 10 مرات، وبالمدارس الثانوية 42 مرة، ما يعني تعديل المناهج الدراسية 176 مرة.
وأضاف التقرير أن عدد طلاب مدارس أئمة الخطباء تضاعف أربعة أضعاف ما كان عليه قبل عهد العدالة والتنمية، ففي عام 2002 كانت تركيا تضم 450 مدرسة أئمة خطباء، غير أن هذا الرقم ارتفع في عام 2017 إلى ألف و408 مدرسة.
في عام 2017 ارتفعت نسبة الفتيات اللاتي يتلقين تعليما دينيا إلى 56 في المئة، في حين بلغت نسبة الفتيات اللاتي يدرسن في مدارس أئمة الخطباء للتعليم المفتوح 64 في المئة، كما تشير بيانات وزارة التعليم إلى عجز 90 في المئة من الفتيات عن مواصلة تعليمهن بسبب تزويجهن في سن صغير.
ارتفاع معدلات استغلال الأطفال 10 أضعاف ما كانت عليه
خلال السنوات العشر الأخيرة بلغت معدلات استغلال الأطفال أبعادا مرعبة في تركيا، حيث تشير بيانات وزارة العدل إلى ارتفاع قضايا استغلال الأطفال خلال السنوات العشر الأخيرة 10 أضعاف ما كانت عليه.
وشهدت السنوات العشر الأخيرة تزويج 482 ألف و908 فتاة قاصرة بإذن من السلطات، وخلال السنوات الست الأخيرة أصبحت 142 ألف و298 فتاة قاصرة أما، وتم تزويج نسبة كبيرة منهن عن طريق الزواج الشرعي وليس المدني.
وفي هذا الاطار، تحتل تركيا المرتبة الثالثة دوليًا في الاستغلال الجنسي للأطفال، إذ تشير البيانات أن واحدا من كل 6 أطفال ذكور تعرضوا للاستغلال الجنسي، من بينهم 70 في المئة دون الثامنة عشر من العمر و70 في المئة دون الحادية عشر من العمر.
ومنذ عام 2002 الذي تولى فيه حزب العدالة والتنمية الحكم خضعت 440 ألف طفلة دون سن الثامنة عشر لعملية ولادة، بينما رزقت 15 ألف و937 طفلة دون سن الخامسة عشر بأطفال نتيجة لتعرضهم للاغتصاب الجنسي.
مليونا طفل عامل
اعتبارا من عام 2018 بلغ عدد الأطفال العاملين في تركيا مليوني طفل، ففي عام 2012 بلغ عدد الأطفال العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما 501 ألف طفلا وبحلول عام 2016 ارتفع هذا الرقم إلى 709 ألف طفل عامل.
وتبين أن 8 من كل عشرة أطفال عاملين يعملون بصورة غير قانونية، إذ تشير بيانات هيئة الإحصاء التركية الخاصة بعام 2016 إلى أن 78 في المئة من إجمالي الأطفال العاملين يعملون بصورة غير قانونية. وشهد العام الجاري وفاة 3 أطفال كانوا يبلغون من العمر 15 و16 و17 عاما أثناء عملهم.
ولم يرد في السجلات الرسمية المتدربون الذين يتلقون تعليما مهنيا ويتم توظيفهم في قطاع السياحة.
عجز اللاجئين عن الحصول على التعليم
بلغ عدد اللاجئين السوريين من الأطفال في سن المدرسة الذين استقروا داخل تركيا هربا من الحرب القائمة في بلدهم نحو 850 ألف لاجئ.
وتوضح بيانات وزارة التعليم التركية الخاصة بعام 2017 أن 380 ألف لاجئ سوري يعجزون عن الالتحاق بالمدرسية، بينما يبلغ عدد الأطفال السوريين المسجلين في المدارس بشتى المدن التركية أكثر من 490 ألف طفل.