برلين (زمان التركية)ــ بينما تحتفل بعض الأمهات يوم 13 مايو/ أيار 2018 بعيد الأم بفرح وسعادة، لكن في تركيا هناك أمهات وأطفال قابوعون في السجون منذ فرض حالة الطوارئ عقب الانقلاب العسكري الفاشل، بدون أي مذكرات ادعاء بحقهم، وأمهات أخريات لم يتحملن كل هذا القمع.
أسماء أولوداغ (32 عامًا):
نجحت أولوداغ في أن تكون أمًا وطالبة في آن واحد في سن مبكرة، إلا أنها تعرضت للفصل تعسفيًا بقرارات حالة الطوارئ أولاً، في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز، ثم حبست لمدة ثلاثة شهور بدون أي اتهام واضح، وبعد الإفراج المشروط عنها داهمت قوات الأمن منزلها أكثر من مرة، مما جعلها تضطر لمحاولة الهجرة بطريقة غير شرعية، للوصول إلى زوجها المقيم في ألمانيا
فشلت في العبور إلى أوروبا مرتين، وفي المرة الثالثة عبرت مع أطفالها الثلاثة إلى اليونان، وأصرت على رسم البسمة على وجه أطفالها دون أن تيأس من الحياة.
“والله نحن نسير منذ 5-6 ساعات تقريبًا المكان مليئ بالمياه والوحل كان الله في عون من يريدون المجيئ فلينقذ الله الجميع” كانت هذه كلماتها التي نشرتها خلال رحلتها المليئة بالصعاب إلى اليونان.
إلا أن سعادتها لم تكتمل إذ لم يتحمل قلبها المزيد، وأصيبت بشلل ثم أزمة قلبية حادة أدت إلى وفاتها، فتركت وراءها ثلاثة أطفال لن يحتفلوا مرة أخرى بعيد الأم، أكبرهم 10 سنوات وأصغرهم 3 سنوات.
حليمة كولسو (34 عامًا):
كانت تعاني من مرض مزمن منذ سن الثامنة، إلا أنها تمكنت من إنهاء تعليمها الجامعي، ثم عملت معلمة وانشغلت برعاية أمها الوحيدة والمريضة، إلا أن انقلاب 15 يوليو/ تموز المزعوم الذي جعل من المعلمين والمهندسين والأطباء وربات البيوت إرهابيين، تسبب في القبض عليها بقرارات حالة الطوارئ بتهمة دعم عائلات المفصولين عن أعمالهم، والمفاجأة أنها اعتقلت بسبب تحضيرها وبيعها “كفتة” في المنزل، بطريقة لم يشهدها تاريخ القانون في العالم، رغم حالتها المرضية إلا أنها وضعت في السجن دون رعاية طبية، مما أدى لدخولها في غيبوبة أكثر من مرة، وكغيرها من الضحايا دخلت السجن بأصفاد في يديها وخرجت منه داخل تابوت! تركت خلفها أمها المريضة دامعة العينين وأحلامًا لم تتحقق.
عائشة عبد الرزاق (معلمة)
كانت أمًّا لطفلين يبلغ أحدهما 11 سنة والآخر 3 سنوات، فصلت من عملها تعسفيًا بموجب حالة الطوارئ، ثم لجأت إلى الهرب بطريقة غير شرعية من أجل تجنب مصير الآخرين، إلا أنها لم تكن تعلم أن النهر سيبتلعها مع طفليها في يوم 13 فبراير/ شباط عند الساعة 7 صباحًا غرق قارب يحمل لاجئين في نهر مريج / ماريتسا لم تبق من المعلمة إلا صرخة دوّت في الظلام “أنقذوا أطفالي” و3 أجساد باردة كالثلج اثنان منهم في ربيع عمرهما، لقد توفيت عائشة مع طفليها بشكل مفجع دون أن يحتفلوا بعيد الأم 13 مايو/ أيار 2018 عيد الأم العالمي، مئات الآباء والأمهات والأطفال قابوعون في السجون بدون أي تهم موجهة لهم ومذكرات ادعاء بحقهم هناك 668 طفلا مع أمهاتهم في السجون يتعرضون لإجراءات غير إنسانية.
فإن كنتم قادرين على احتضان أطفالكم وأمهاتكم في ظل هذا الواقع الأليم فإننا نتمنى لكم عيد أم سعيد!