بقلم: نور الدين عمر
حسب توقعاتي لنتائج الانتخابات الرئاسية في تركيا التي ستجري في 24 حزيران الجاري، في الجولة الأولى سيحصل رجب طيب أردوغان على 41% بالمئة من الأصوات تقريبا، بينما نسبة محرم إينجه بحدود 27% بالمئة، وميرال أكشينار 17% بالمئة، وصلاح الدين دميرطاش 12% بالمئة، وتمل كرم الله أوغلو 4 بالمئة، ودوغو برينجك نسبة أقل من 1% من الأصوات.
و هكذا ستكون تركيا أمام جولة جديدة من الانتخابات في حال لم يلجأ الحزب الحاكم إلى عمليات تزوير، و الجولة الثانية :سيكون بين أردوغان ومحرم إينجه وسيحصل محرم إينجه على 51% تقريبا وأردوغان على حوالي 49% وبذلك سيخسر أردوغان ويربح محرم إينجه في حال دعم كل المعارضين له.
أما حول نتائج الانتخابات البرلمانية في تركيا، فستكون النتيجة النهائية على الشكل التالي: حزب العدالة والتنمية سيحصل على نسبة 44% من المقاعد وحزب الشعب الجمهوري على 25% والحزب الصالح على 15% وحزب الشعوب الديمقراطي على 12%. أما حزب الحركة القومية وحزب السعادة وحزب الهدى فلن يستطيعوا تجاوز حدا 10% وسيبقون خارج البرلمان.
وبهذه النتيجة سيكون بإمكان حزب الشعوب الديمقراطي الحصول على 66 مقعدا في البرلمان التركي، وسيحصل حزب العدالة والتنمية على 242 مقعدا؛ أما حزب الشعب الجمهوري وحزب الصالح فسيحصلان معا 242 مقعدا. وبهذه النتيجة سيشكل حزب الشعوب الديمقراطي مركز التوزان بين الفريقين.
لكن عمليات التزوير التي قد تلجأ إليها سلطة العدالة والتنمية في ظل حالة الطوارئ و التحكم بكل مؤسسات الدولة الأمنية والإعلامية والخدمية، ومع الألاعيب والضغوطات المتزايدة على المجتمع قد تتغير النتائج وتكون في صالح رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم.
لكن قد تشهد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تركيا مفاجأت لا يتوقعها سلطة العدالة والتنمية، وتنهار أحلام أردوغان في الوصول إلى سدة الرئاسة، ويسقط الدكتاتورية في تركيا قبل أن تدمر المجتمع برمته.
نجاح أردوغان في الانتخابات تعني دخول تركيا إلى مرحلة جديدة يمكن تسميتها بـ”عهد دكتاتورية الرجل الواحد”، وتركيا لن تصبح كدول متحضرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا كما يحاول أردوغان إقناع الناس بذلك، بل ستتحول إلى دولة على شاكلة دول العالم الثالث المستبدة يتحكم فيها رجل دكتاتوري لا يؤمن بالقيم الديمقراطية، ويستغل الدين والقومية والعصبيات من أجل تحقيق أهدافه السلطوية.
لكن يجب الاعتراف بأن رجب طيب أردوغان بارع في خلق الأكاذيب ونشر الأوهام واللعب على المشاعر، واستغلال كل الظروف بما فيها الأزمات الداخلية وحتى مسألة النازحين والفلسطينيين و المسألة السورية ومحاربة الإرهاب وعلاقاته مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لكن هذه البراعة ربما لا تكون بلا نهاية، لأن ما هو مبني على الأوهام والأكاذيب سينكشف عاجلا أم أجلا.
وبكل الأحوال سيحاول أردوغان الاحتفاظ بالسلطة بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية، وليس بعيدا أن يلجأ إلى إلغاء نتائج الانتخابات إذا لم تكن في صالحه، ولكن تحالف قوى المعارضة ضد شيء ضروري ربما تقلب الموازين رأسا على عقب.