اعتبرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتسبب في عدم الاستقرار على الساحة الدولية في حالة انتخابه لتولي فترة رئاسة ثانية، معتبرة أن: “هناك مسئولية للناخبين الأتراك تجاه أنفسهم وتجاه العالم”.
وأكد الكاتب المتخصص في شؤون السياسات الخارجية سيمون تيسدال أن إعادة انتخاب أردوغان لرئاسة الجمهورية التركية بصلاحيات واسعة غير مسبوقة يمثل “تطورا مخيفا” للمجتمع الدولي.
وزعم تيسدال أن أردوغان وحزبه العدالة والتنمية المسيطر على السلطة في تركيا منذ عام 2002 يُمثل تهديدًا بالنسبة إلى تركيا والعالم أيضًا، قائلًا: “إن أردوغان الذي صعد إلى الحكم قبل 15 عامًا، تحول إلى تهديد جيوستراتيجي، بعد أن كان فتى متغطرسا في حيّه”.
وأوضح أن أردوغان ابتعد عن كونه صديقا موثوقا فيه لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن إعادة انتخاب أردوغان لرئاسة الجمهورية من خلال الانتخابات المبكرة المقررة إجراءها غدا الأحد 24 يونيو/ حزيران، سيتسبب في المزيد من عدم الاستقرار في سوريا وفي الشرق الأوسط.
وأشار تيسدال إلى أن أردوغان يسعى جاهدًا كي يكون قائدًا وزعيمًا للعالم الإسلامي أجمع، وأن هذا ظهر جليًا خلال الزيارة التي أجراها إلى مصر عقب الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، قائلًا: “إن أردوغان لا يزال يسعى لخلق سلطنة عثمانية جديدة. ولكن الفكر الذي يسعى أردوغان لتحقيقه مختلف تمامًا عن الفكر الذي وضعه داوود أوغلو. فهذا الفكر الأردوغاني يتغذى على المشكلات مع الجيران. فأردوغان سياسي يتغذى على التوترات والصراعات. ويجمع الأصوات من خلال خلق عداوات وطنية داخلية، أو يعتقد أنه يجمع الأصوات هكذا. لذلك نجد أن الجيش التركي يكثف عملياته العسكرية في جبال قنديل في شمال العراق. وهذه التجاوزات العسكرية لم توافق عليها أي من بغداد أو طهران. ولكن أردوغان المتكبر لا يبالي بأحد”.
وأضاف تيسدال في تقريره: “هذا العنف العشوائي يمثل الموقف غير المنطقي في كل الأحوال لحل الأزمة الكردية التي يزعم أردوغان أنه يعمل لحلها؛ إذ أن المدنيين الأكراد هم من يدفعون مقابل فشل أردوغان. والسياسيون المنافسون لأردوغان أمثال صلاح الدين دميرتاش إمَّا يتم حبسهم خلف القضبان أو تحدث لهم أمور سيئة. وموقف أردوغان المتأزم تجاه الأكراد يشعل ويزيد التوتر على الحدود بين سوريا وتركيا. فقد أصدر قرار احتلال عفرين التي سيطر عليها مطلع العام الجاري من أجل مطاردة القوات الكردية السورية الموالية للغرب، دون مساعدة من الإدارة الأمريكية أو تحالف مكافحة تنظيم داعش أو القوات المعارضة لنظام الأسد”.