كبادوكيا (زمان التركية)ــ يعكس مهرجان (كبادوكس) للفنون الذي يقام هذا العام خلال الفترة من 14 يونيو/ حزيران الجاري إلى 9 يوليو/ تموز في منطقة أورطة حصار بمدينة كبادوكيا وسط تركيا، حالة “الصمت” التي تهيمن على الأتراك في ظل صخب حملات الدعايا الانتخابية التي شهدتها البلاد استعدادا للانتخابات الرئاسية والتشريعية، والصمت أيضا كان عنوان المهرجان.
وتُعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي انطلقت اليوم الأحد في تركيا والتي سيتاح لأكثر من 56 مليون ناخب تركي الإدلاء بأصواتهم فيها، في ظل حالة طوارئ المفروضة في البلاد منذ عامين عقب انقلاب يوليو/ تموز 2016.
وتقول فوليا إردامجي التي تتولي للمرة الرابعة مهمة الإشراف على مهرجان كبادوكس: “نريد أن نعطي صوتا لكل هؤلاء الناس الصامتين في الوقت الحالي بسبب حالة الطوارئ المستمرة.. الآلاف من هؤلاء في السجون بدون محاكمة. فبدلا من أن نسمع صرخاتهم، نحن نسمع صمتهم بسبب إقصائهم من الحياة العامة”. وفقا لتقرير أعده موقع (احوال تركيا).
ودُعي الفنانون في كبادوكس للتعرف على المناظر الطبيعية التي تشبه سطح القمر. وبالقرب من وسط أورطة حصار يوجد ما يسميه السكان المحليون “وادي الحمائم”. حالما تدخل المكان، تبدأ الصخور تهمس قائلة “يقولون إن الماء يجد مجراه. هل يمكنك أن تكون مثل الماء الذي يجد مجراه؟”
يدوي صوت تلاوة هذا النص باللغة التركية أولا، ثم بالإنكليزية. لكن هايلي تنغر لم تكن راضية تمام الرضى وأصدرت تعليمات لفريق عملها بأن يغير مكان مكبرات الصوت المخفية خلف شجرة توت عملاقة. تستخدم المكبرات هذه لتضخيم صوت مُلقي النص الذي كتبته هايلي تنغر، وهو وصلة غنائية تتألف من مقتبسات وأقوال مأثورة. ومن بين تلك الأقوال المأثورة المثل الأناضولي القائل إن “كل مياه تجد مجراها”، والقصد منه أن كل حي سيلقى مصيره.
كانت كبادوكيا في يوم من الأيام نقطة توقف على طريق الحرير؛ لذا فقد كان أهلها ينحتون بيوتهم في الصخور الناعمة. وكانوا في بعض الأحيان ينشئون تجمعات سكانية كبيرة تحت الأرض تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، وتحميهم أيضا من الغزاة القاصدين ديارهم للسلب والنهب.
في السنوات الماضية، أصبح عدد من البلدات في منطقة كبادوكيا ضحية لفورة البناء الحكومي. وتنتشر حاليا في مدينة نوشهر مبان عامة شاهقة. ومن بين ما تبقى من البلدة القديمة القليل من المساجد وكنيسة أورثوذكسية يونانية قديمة، أو بالأحرى كانت كذلك قبل أن تستخدم كسجن بعد رحيل كل اليونانيين تقريبا في خمسينيات القرن الماضي. وقد ظل ذلك الوضع قائما حتى عام 1983.