باريس (زمان التركية)ــ قبل أن يتم عامه الـ (17) تمكن الشاب الفرنسي هوغو سباي من الحصول على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب.
وحاز الفتى اليافع درجة الدكتوراة مبكرًا جدًا ليس لكونه “نابغًا” لكن بفضل تخطي مراحل دراسية كثيرة منذ مرحلة التعليم الابتدائي، بمساعدة أسرته التي أخضعته لبرنامج تعليمي مبتكر سمح له ببلوغ هذه الدرجة العلمية العليا.
ووفقًا لتقرير من إعداد (france24) حصل الفتى الفرنسي هوغو سباي الذي يبلغ 17 عامًا على شهادة الدكتوراه في علوم الحاسوب من جامعة ليل الفرنسية (شمال)، وهو يحضر حاليا لنيل دكتوراه ثانية في جامعة أوكسفورد البريطانية المرموقة موضوعها “الأمن السيبراني”.
وفي تصريح لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، قال هوغو عن الدور الذي لعبته خالتاه مريم وفلورانس إنه قد “لفت انتباههما إلى وجود تكرار دائم لنفس المواضيع في برامج التربية الوطنية، حيث تعاد الإشارة لنفس الموضوع ثلاث مرات، وذلك من التعليم الابتدائي وحتى الصف النهائي”.
وضرب مثالاً محددًا على تلك الظاهرة في المقررات الدراسية، حيث قال “في التاريخ، وخلال كل مسارك الدراسي، تتطرق لموضوع العصور اليونانية والرومانية ثلاث مرات، في الابتدائي بشكل عام ، وبشكل أعمق في المتوسط، ثم بشكل دقيق في التعليم الثانوي.. فلما لا نذهب مباشرة إلى هذه المرحلة الثالثة!”.
ودرس هوغو خلال مرحلة التعليم الابتدائي، في صف مزدوج المستوى أدمج تلاميذ الصفين الأول والثاني، ثم اقترحت عليه مدرسته تخطي الصف الأول. ويقول هوغو عن تلك التجربة “منذ ذاك، تغيرت الأمور شيئا ما”.
علوم الحاسوب والحقوق!
بعد إنهائه مرحلة الدراسة الثانوية في باريس، سافر هوغو إلى سويسرا حيث سجل في المدرسة الفدرالية المتعددة التقنيات في لوزان، لدراسة علوم الكمبيوتر. وقد أشار في هذا الشأن “كانت شقيقتي تبلغ 18 عاما في تلك الفترة، وقد قررت التخصص في نفس مجالي العلمي بعد أن نالت شهادة البكالوريا، وكان هذا أمرا ملائما جدا بالنسبة لي”.
وبالموازاة مع ذلك، كان هوغو يحضر شهادة الليسانس في الحقوق بجامعة “بانتيون سوربون” في باريس، ولاحقا بعد خمس سنوات، حصل على شهادتين من الجامعتين في مطلع شباط/فبراير 2017. وباشر بإعداد أطروحته الجامعية حول أنظمة كاميرات المراقبة الذكية في جامعة ليل، حيث تميز بشكل لافت وحصل مؤخرا على شهادة الدكتوراه.
وقال أصغر دكتور في جامعة ليل وفرنسا وربما العالم، عن إنجازه هذا “كنت محظوظًا للإحاطة بسرعة بكافة جوانب موضوع الدراسة.. البحث مجال واسع للغاية، وينبغي تجربة العديد من الاحتمالات ونشر مقالات في المجلات العلمية، لكني حظيت بمشرف رائع، تمكن من استخراج الأفضل مني، وخلال عام واحد وافقت الجامعة على مناقشة أطروحتي”.
دمقرطة المنهاج المبتكر
ويعتبر هوغو سباي أن ما حققه متاح للجميع، حيث قال “أنا لا أملك موهبة خارقة بل إن كل شخص يمكن له تحقيق هذا”.
وبالنسبة لمستقبله المهني، يملك هوغو فكرة واضحة ودقيقة حول ما يريد فعله لاحقا، في مسار تقدم فيه على أقرانه ومن هم في عمره. وأكد “سوف أنتهي من إعداد أطروحتي حول الأمن السيبراني في أوكسفورد خلال ثلاث سنوات، بعدها أريد أن أعمل مدرسا لأتمكن من دمقرطة الطريقة التي سمحت لي بالوصول إلى هنا”.
وتابع “أريد أن أشتغل في القطاع الصناعي في اختصاص أنظمة الكمبيوتر.. أو ربما أكون محاميًا”.