أنقرة – (زمان التركية)ــ يكثف حزب العدالة والتنمية جهوده إستعداداً لانتخابات المحليات التركية متخوفاً من حدوث نكسة أخرى تقوده إلى خسارة بلدات مهمة كما حصل في الانتخابات السابقة.
ومن ناحية أخري يستعد ، حزب الشعب الجمهوري بزعامة كمال كليجدار أوغلو لتلك المواجهة مع العدالة والتنمية باحثًا عن بعض التحالفات التي قد تعزز وجوده في الانتخابات.
وفي سياق متصل عقد كمال كليجدارأوغلو مع رئيس حزب السعادة تمل كاراملا أوغلو في مقر حزب الأخير لبحث التحالف في الانتخابات المحلية المقبلة، كما اجتمع مع رئيسة حزب الخير ميرال أكشينار، لبحث التحالف في الانتخابات المحلية المقبلة، ومن المنتظر عقد لقاء آخر بينهم خلال الأيام القادمة، فيما يبدو أنه مسعى لإحياء تحالف (الأمة) الذي تشكل بين الأحزاب المعارضة خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية.
ومن ناحية أخري أعلن دولت بهتشلي زعيم حزب الحركة القومية، وقوف حزبه، ودعمهم مرشحي حزب العدالة والتنمية في ثلاث ولايات، بالانتخابات المحلية المقبلة وهي إسطنبول وأنقرة وإزمير، مؤكدا أنه لن يقدم مرشحين فيها في استمرار للتحالف مع الحزب الحاكم منذ الانتخابات الرشائية والبرلمانية الماضية.مما أدي إلى زياده حدة وتيره المنافسة في الإنتخابات.
ومن اللافت سرعة تقلب بهتشلي في سياساته ففي خطاب له أمام اللجنة البرلمانية لحزبه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وجه بهتشلي انتقادات لاذعة في تقييمه لحزب العدالة والتنمية حينها قال بهتشلي، إن حزب الحركة القومية قد عانى بما يكفي من سياسات الوصاية والخداع التي يمارسها حزب العدالة والتنمية، وأنه مستعد “لقطع الحبل السري” الذي يربط بين الحزبين، ومن ثم الدخول بمرشحين تابعين له في الانتخابات المحلية.
وفي هذا الصدد يحلل الكاتب” ذو الفقار” كما ورد في موقع (أحوال تركية) أسباب هذا التغير الحاد في موقفي الحزبين، ويقول إنه عائد إلى نتائج استطلاعات الرأي العام.
فالتراجع المستمر في نسب التأييد لحزب العدالة والتنمية قد يهدد فرص الحزب في تحقيق هدفه بالسيطرة على المناصب المهمة في كل من إسطنبول وأنقرة في الانتخابات المحلية في مارس/ أذار المقبل.
أما بالنسبة لحزب الحركة القومية، فرغم أنه قد حافظ فيما يبدو على نسبة 11 بالمئة التي حصل عليها في الانتخابات العامة، فإن استطلاعات رأي أكدت أن من غير المرجح للحزب أن يحقق نفس النسبة في انتخابات المحليات، حتى في الدوائر التي يسيطر عليها في الوقت الحالي، وبينها مدن مثل أضنة ومرسين ومانيسا وإسبرطة.
بالتالي، فبعد شهر واحد من انفصالهما المفاجئ، وجد الحزبان ألا مفر من الاحتفاظ بالعلاقة بينهما لأن خوض كل منهما الانتخابات بمفرده قد يتسبب في خسائر كبيرة من شأنها تهديد استقرار الحكومة.
وبنظر المراقبين فإن كابوس الولايات الثلاث يقلق أردوغان نظرا لأهميتها من جهة وهشاشة التفاعل الشعبي مع العدالة والتنمية فيها.