القاهرة (زمان التركية)ــ قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن هناك العديد من التطورات والمؤثرات التي أثرت سلبًا خلال السنوات الأخيرة على المكتسبات التنموية العربية مع ما خلفته من موجات نزوح ولجوء وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة خاصة في أوساط الشباب، وأجميعها عناصر تؤثر بلا شك على مسيرة التنمية في الوطن العربي.
جاء ذلك خلال أعمال الجلسة الافتتاحية لأعمال منتديي المجتمع المدني والشباب العربي اليوم الأربعاء على هامش القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الرابعة.
ولفت أبو الغيط إلى أن ظروف وتحديات مختلفة حالت دون عقد القمم التنموية العربية منذ عُقدت القمة الأخيرة بالرياض في 2013.
وقال إن “إطلاق مبادرة الاستثمار في الإنسان تأتي في إطار قناعة ولدتها الظروف والتحديات التي مرت بها منطقتنا، ورسختها التجارب العملية في مختلف أنحاء العالم، تتأسس على أن هذا النوع من الاستثمار هو أنجح السبل لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المنشود …بل وأكثر هذه السبل فاعلية واستدامة.. الاستثمار في البشر، تعليماً وصحةً وتدريباً وتثقيفا، لا يضيع .. بل إن الأثر التراكمي لهذا النوع من الاستثمار هو ما يحدث الطفرة الكبرى في حياة المجتمعات …” وأضاف “نحن نتطلع إلى أن تخرج عن منتدى الشباب العربي رسائل شاملة تخاطب التحديات التنموية الحالية ليتم طرحها أمام القادة العرب خلال قمة بيروت”.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية، أنه على ثقة في “أن منتدى المجتمع المدني ستخرج عنه توصيات هامة تنقل إلى القادة العرب فيما يتعلق بكيفية تحقيق المساهمة المجتمعية في الجهود الرامية لتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري، خاصةً في مجالات الأولوية على غرار التعليم والصحة ومحاربة الفقر”.
واكد أبو الغيط في ختام كلمته”على أن تنظيم جامعة الدول العربية لمنتديي المجتمع المدني والشباب العربي إنما يتأسس على إيمان عميق بما يضطلع به هذان المكونان من مسؤولية تجاه المجتمعات العربية … وما يمكن أن يقدماه لتعزيز مسيرة العمل التنموي والحضاري للأمة العربية ككل.. وإننا نتطلع إلى مساهماتكم ورسائلكم إلى القادة العرب بما تحمله من رؤى وأفكار تدعم مشاركة هذين القطاعين المجتمعين الهامين في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
وتعتبر فعالية “منتديي “المجتمع المدني والشباب” أولى الفعاليات المرتبطة بالقمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها في العاصمة اللبنانية بيروت في يناير/ كانون الثاني المقبل، وهي الفعاليات التي ستشهد عقد ثلاثة منتديات سيتم تدشينها اليوم اليوم بانعقاد منتديي المجتمع المدني والشباب العربي في القاهرة، فيما سيعقد المنتدى الثالث الخاص بالقطاع الخاص في بيروت في الأيام القليلة السابقة على انعقاد القمة.
ويأتي انعقاد هذه المنتديات الثلاث في إطار السعي لتفعيل ما جاء في القرارات الصادرة، سواء عن القمم العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الثلاث السابقة في كل من الكويت وشرم الشيخ والرياض، أو عن القمم العربية الدورية، فيما يخص دعم الجهود التي تقوم بها الحكومات العربية في مجالات العمل التنموي من جانب قطاعات حيوية في المجتمع؛ على غرار الشباب والمجتمع المدني ومؤسسات العمل الاقتصادي والاجتماعي الخاصة، والسعي للاستفادة من آراء ومقترحات ممثلي هذه القطاعات في صياغة السياسات التنموية التي تتبناها الدول العربية.