أبو ظبي (زمان التركية)ــ بعد مرور شهرين علي القرار الأمريكي الخاص بالإنسحاب من سوريا، بدأ حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحول من مرحلة “الانتصارات التاريخية ضد تنظيم داعش وإعادة شبابنا العظماء” من سوريا إلى الحديث عن أمور معقدة .
فبعد مكالمة هاتفية جديدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خرجت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، في تحول جزئي مفاجئ، تتحدث عن إعلان الولايات المتحدة قرارها إبقاء 200 جندي أميركي في سوريا.
وقال بيان للبيت الأبيض إن الزعيمان اتفقا على “مواصلة التنسيق بشأن إقامة منطقة آمنة محتملة،وأن مجموعة صغيرة من الجنود ستبقي لحفظ السلام في سوريا لفترة من الوقت”.
ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي ترامب للصحفيين، الجمعة، إن قراره بالإبقاء على عدد محدود من القوات في سوريا لا يعني تغييرا فيما أعلنه في ديسمبر.
كما أكد جنرال أميركي، علي حديث الرئيس الأمريكي بقوله: “لا تغيير في الحملة الرئيسية في سوريا، لكن جرى تعديل الموارد بسبب تغير التهديد”.
وبالفعل، أكد بيان البيت الأبيض أن مكالمة ترامب وأردوغان الثانية تطرقت إلى “مواصلة التنسيق بشأن إقامة منطقة آمنة محتملة”.
و يري المراقبون أن موافقة ترامب على المنطقة الآمنة تمكنه من ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية يلبي دعوة حلفاؤه من الأكراد في القتال ضد داعش لحمايتهم من تركيا، وفي نفس الوقت يتغلب على الانتقادات التي وجهت له بأنه أمر بانسحاب مفاجئ من سوريا يمكن أن يؤدي إلى أن يستعيد تنظيم داعش المتشدد قوته. وفق تقرير لموقع “سكاي نيو”.
علاوة علي أن الإبقاء على مجموعة صغيرة من الجنود الأميركيين في سوريا تمهد الطريق ليتعهد حلفاء أوروبيون بالمساهمة بمئات الجنود للمساعدة في إقامة منطقة آمنة محتملة في شمال شرق سوريا ومراقبتها.
ونقلت وكالة (رويترز)، الجمعة، عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية تعليقه على قرار ترامب الأخير، بقوله: “هذا توجيه واضح لحلفائنا وأعضاء التحالف إلى أننا سنظل موجودين بدرجة ما”.
كما تحدث مسؤولون أمريكان عن أهمية الإبقاء على قوات في قاعدة التنف الاستراتيجية على الحدود مع العراق والأردن، حيث رصدت تقارير أميركية هروب مقاتلين لداعش من سوريا إلى العراق.
وقال مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، إن الخطة الأولية هي الاحتفاظ بقوات في شمال شرق سوريا وقاعدة التنف. وأضاف أن التخطيط لا يزال جاريا وقد تطرأ تغييرات.
يذكر أن قاعدة التنف انشأت حين سيطر مقاتلو داعش على شرق سوريا المتاخم للعراق. لكن منذ إخراج المتشددين أصبح للقاعدة دور ضمن الاستراتيجية الأميركية لاحتواء التوسع العسكري الإيراني.
الانسحاب الأمريكي من سوريا، قاعدة التنف، أردوغان