إسطنبول (زمان التركية)ــ بدأ الناخبون الأتراك اليوم، الأحد، بالتوجه إلى صناديق الاقتراع في عدد من الولايات، من أجل اختيار مرشحيهم في انتخابات الإدارة المحلية للبلاد، وتختلف الإنتخابات المحلية التركية لهذا العام عن سابقاتها، ويعتبرها بعض السياسيين كاستفتاء شعبي علي السلطة الحاكمة الحالية بإدارة حزب العدالة والتنمية، كما تتخذها الأحزاب المعارضة فرصة مهمة لوضع قاعدة شعبية لها خلال الإنتخابات القادمة في البلاد.
يشار الي أن تلك الإنتخابات هي الأولي في ظل النظام الرئاسي الذي أسسه أردوغان بعد الإنتخابات الرئاسية السابقة وما تبعها من تضخم إقتصادي، وهبوط في العملة المحلية، وزيادة في نسبة البطالة، كما أنها هي الأولي أيضا بعد الإنقلاب المزعم الذي أعقبه حملة إعتقالات واسعة للمعاضين، ومن المنتظر أن يتجه نحو57 مليون ناخب الي صناديق الإنتخاب.
وتعول الأحزاب علي تلك الانتخابات، وخاصة حزب العدالة والتنمية الذي يربطها بقدرته علي الاحتفاظ بمكتسباته التي حصدها خلال السنوات الماضية، كما يصفها البعض بالميزان الحساس لمعرفة القدرة الحقيقية للأحزاب التركية المعارضة.
ويرى الأكاديمي والصحفي التركي “أمر الله أوصلو” أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو من حول ذلك السباق الانتخابي من مجرد انتخاب عمد ومخاتير إلى استفتاء شعبي لأنه يعرف جيداً أن الرأي العام لا يرحب بطريقة إدارته للبلاد، ويتجلى ذلك في حملاته الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، والتي قام بنفسه للترويج إلى حزبه، وبتعليقه لتلك الانتخابات بالمخاوف والتحديات التي تقابل تركيا، ويتعجب أوصلو قائلاً: “ما العلاقة بين انتخابات عمدة أو مختار بقرية بالتحديات التي تواجه مستقبل تركيا؟!”.
وأوضح أوصلو خلال مقابلته مع قناة الحرة الفضائية أن الكثير من أبناء الشعب التركي غير مقتنعين بمدى فاعلية هذه الانتخابات في تغيير الوضع الحالي بتركيا، مضيفاً أنه على الرغم من وجود شكوك حول نزاهة تلك الانتخابات إلا أن الكثير من الأتراك الذين لا يسمح لهم بإبداء اعتراضهم من خلال التظاهر ،سيتجهون للصناديق لمقاومة أردوغان والتعبير عن عدم رضاهم عن النظام الحاكم.
واكد أوصلو على خلو تركيا من الأسس الديمقراطية التي تعتمد في الأساس على حرية وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن تركيا تعتبر السجن الأكبر للصحفيين، فلا يسمح لصوت معارض بالظهور في وسائل الإعلام التركية التي يسيطر حزب العدالة والتنمية على 99% منها.
كما يرى أن تصريحات أردوغان وحزبه وطريقتهم هذه المرة في الدعاية الانتخابية ووعودهم، تكشف عن مدى خوفهم من ردة فعل الشعب التركي المستاء من سياسات النظام الحاكم، وتكشف عن خوفهم من ظهور أرضية شعبيىة كبيرة للأحزاب المعارضة.