أنقرة (زمان التركية) – أفاد كاتب صحيفة يني شفق المقربة للحكومة التركية، كمال أوزتورك، المدير السابق لوكالة الأناضول، أن مطالبة حزب العدالة والتنمية بإعادة الانتخابات في إسطنبول قد تؤدي إلى تعبئة صفوف المعارض بشكل أقوى من ذي قبل، وقد تدفع الناخبين المترددين لدعم المعارضة.
وأضاف أن حزب العدالة والتنمية لم يعد يجري النقد الذاتي منذ انتخابات السابع من يونيو/ حزيران عام 2015 التي أفقدته القدرة على تشكيل حكومة بمفرده، بسبب دخول حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إلى البرلمان بـ80 نائبًا.
وأردف أن أبرز سمات حزب العدالة والتنمية كان استنتاجه الدروس اللازمة من كل انتخابات، وممارسته النقد الذاتي، وإجادته قراءة الرسالة التي يبعثها الناخبون عبر صناديق الاقتراع.
وأوضح أوزتورك أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع أنه حصل على 52.6 في المئة من أصوات الناخبين، بدعم حزب الحركة القومية، خلال الانتخابات الرئاسية في الرابع والعشرين من يونيو/ حزيران عام 2018، إلا أنه حزبه خسر 7 في المئة من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية الماضية.
وأعاد الكاتب للأذهان أن أردوغان كان أعلن حينها أنه أدرك الرسالة الصادرة عن صناديق الاقتراع، غير أن مسؤولي الحزب لم يناقشوا المشاكل الفعلية، معتمدين على الانتصار العابر الذي تمثل في الفوز بالرئاسة.
وذكر أوزتورك أن حزب العدالة والتنمية فرح بنسبة 44.3 في المائة التي حصل عليها في الانتخابات المحلية الأخيرة، ولم يركز على أسباب خسارته لعشر مدن ولم يجرِ نقدًا ذاتيًّا أيضًا.
وكان أوزتورك قد ذكر في مقال نشره عام 2018 أنه يتوجب على حزب العدالة والتنمية تعزيز مبادئه، ونظامه الداخلي، وبنيته وقيمته، كي يلعب دورا في مستقبل تركيا لفترة أطول والوقوف على الأسباب التي دفعت بعض أنصاره إلى الأحزاب الأخرى.
واختتم الكاتب مقاله قائلا: “إن كنتُ أؤمن بنظريات المؤامرة لقلت إن شخصًا ما يمنع حزب العدالة والتنمية من بحث المشاكل الفعلية وإجراء نقد ذاتي من أجل الإساءة له”.
جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية فاز بالأكثرية في الانتخابات المحلية جرت الأسبوع الماضي، لكنه خسر أهم البلديات كإسطنبول وأنقرة وإزمير.