أنقرة (زمان التركية) – أعلن وزير الاقتصاد التركي الأسبق علي باباجان أمس الاثنين عن استقالته من عضويته التأسيسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة رجب طيب أردوغان.
جاءت هذه الخطوة بعد أيام من الأخبار المتداولة حول اعتزام باباجان على تأسيس حزب جديد مع مجموعة من نواب العدالة والتنمية المستائين من سياسات الرئيس أردوغان، إلى جانب نواب من الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان.
وفي بيان نشره اليوم، أكد باباجان حاجة تركيا الملحة إلى كوادر جديدة قادرة على إدارة المرحلة والتغلب على جميع المشاكل والصعوبات التي تواجهها البلاد منذ فترة.
ولفت بيان باباجان إلى ضرورة عودة تركيا إلى الديمقراطية وسيادة القانون وتوسيع نطاق الحريات واحترام حقوق الإنسان في أقرب وقت ممكن.
وفيما يلي النص الكامل لبيان علي باباجان حول استقالته من حزبه:
بيان للرأي العام
أنقرة، 8 يوليو/ تموز 2019
شغلتُ منصب عضو اللجنة المركزية للقرار والإدارة في حزب العدالة والتنمية على مدار 14 عامًا بعدما أصبحت عضوًا مؤسسًا له في أغسطس/ آب 2001. ثم أصبحت عضوًا في مجلس الوزراء على مدار 13 عامًا عقب الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2002. وشعرت بالفخر من المساهمة في النجاحات الكبيرة التي حققها بلدنا خلال هذه الفترة.
لقد دافعت عن مبادئ وقيم الحزب خلال هذه الفترة، سواء على المستوى المحلي في تركيا أو على مستوى العالم. كان شرفًا كبيرًا لي أن أكون بنفسي جزءًا من الكفاح الكبير الذي خاضت فيه بلادنا وهي تمر بمنعطفات تاريخية.
ولكن وقعت فروق عميقة بين الإجراءات التي مورست في العديد من المجالات خلال السنوات الأخيرة والمبادئ والمعايير والأفكار التي أدافع عنها، وبتُّ أعيش حالة من الانفصال العقلي والوجداني مع تلك الممارسات.
وفي الفترة نفسها تعرضت تركيا لاختبارات جديدة. تغير العالم من حولها سريعًا. لدينا جيل جديد، حيوي، ولديه آمال وطموحات مختلفة تمامًا، وينتظر مستقبلا مشرقا.
في ظل الظروف التي نمر بها حاليًا، نحتاج إلى رؤية مستقبلية جديدة كليًا لتركيا. ينبغي طرح تحليلات صحيحة واستراتيجيات جديدة كليًا وخطط وبرامج في جميع المجالات من أجل هذا البلد. والاستشارات التي أجريناها مع القطاعات المختلفة أكدت ضرورة ذلك أيضًا.
أصبح لا مفر من بدء خطوات وتحركات جديدة من أجل حاضر ومستقبل تركيا. أنا والكثير من أصدقائي نشعر بمسؤولية كبيرة وتاريخية في هذا المضمر. وقد فرحنا للغاية بالتعرف على عدد كبير من الأشخاص الذين يشعرون بالمسؤولية المجتمعية والأخلاقية ذاتها في هذه المرحلة.
أثق أن حل المشكلات التي نواجهها ممكن من خلال فريق عمل كبير ذو قوة تمثيل كبيرة. علينا أن نعمل معًا وأن نحقّق هدف تفعيل العقل المشترك. تحركاتنا تحمل أهمية كبيرة نظرًا لأنها تجري باستقلالية وحرية. يجب فتح صفحة بيضاء في كل الأمور.
في ضوء ذلك، لم يعد بإمكاني للأسف الاستمرار في عضويتي التأسيسة لحزب العدالة والتنمية. وقد قدمت استقالتي اليوم إلى المقر الرئيسي للحزب.
هدفنا جميعًا هو رفعة اعتبار بلدنا، وزيادة رفاهية الشعب وسعادته، وإيصال تركيا إلى المستقبل الجميل الذي تستحقه. حقوق الإنسان، والحريات، والديمقراطية المتقدمة، وسيادة القانون هي مبادئنا التي لا يمكن الاستغناء عنها. فقد عملت بكل ما أوتيت من قوة من أجل تحقيق ذلك، منذ اليوم الأول لدخولي السياسة. وسأستمر في هذا بعد ذلك طالما أمد الله في عمري وصحتي.
مع كامل الاحترام
علي باباجان