إسطنبول (زمان التركية) – في الوقت الذي يتجاهل فيه رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان دعوات إجراء تعديلات داخل قيادات الحزب، بالرغم من استمرار تحركات علي باباجان وداود أوغلو لتأسيس أحزاب جديدة منشقة عنه، بدأت حالة الغضب تتصاعد داخل الحزب.
يلتزم أردوغان حالة من السكون غير المبرر تجاه الصفوف الداخلية للحزب، متجاهلًا إجراء أي تعديلات على الصفوف الأولى للحزب أو قياداته، بالرغم من تصاعد الغضب داخل الحزب تجاه القيادات الحالية، وبداية تآكل قاعدة الحزب واتساع دائرة تأييد حزبي وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو.
كواليس حزب العدالة والتنمية تتحدث عن ضرورة إجراء أردوغان تعديلات في قيادات الحزب، بالإضافة إلى إعادة النظر في التشكيل الوزاري الحالي الذي تسبب في أزمات كبيرة لاقتصاد البلاد، قبل أن يتم تأسيس الحزبين الجديدين بشكل رسمي.
المصادر المقربة من دائرة اتخاذ القرار داخل الحزب تؤكد أن تحرك أردوغان واتخاذه خطوات جديدة قبل تأسيس الأحزاب الجديدة سيؤدي إلى وقف الانشقاقات التي تهدد صفوفه، مما يؤدي إلى عجز الأحزاب الجديدة في استقطاب رموز كبيرة من الحزب الحاكم.
وأوضحت المصادر أن حالة من اليأس سيطرت على أعضاء الحزب وقاعدته، خاصة مع تأخر تحرك أردوغان، مشيرة إلى أن قاعدة ناخبي حزب العدالة والتنمية وأعضائه يرون أن أردوغان هو السبب في ظهور الانشقاقات في صفوف الحزب بالإضافة إلى ظهور تحركات لتأسيس أحزاب جديدة.
وأشارت إلى أن إخفاق كافة الوعود الخاصة بالاقتصاد ومشكلات النظام الرئاسي الجديد، فضلًا عن الخسارة الفاضحة التي تعرض لها الحزب في انتخابات المحليات الأخيرة، تسببت في تدهور صورة الحزب، مؤكدين أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى موجة كبيرة من الانشقاقات داخل الحزب.
وأكد مسؤول داخل الحزب الحاكم أن الفترة المقبلة ستشهد استمرارا لخطابات التصعيد والهجوم من قبل أردوغان تجاه داود أوغلو وباباجان وجول.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه: “لقد أقال السيد رئيس الجمهورية عددا من رؤساء البلديات التابعة للحزب على رأسهم أنقرة وإسطنبول، ولكن عليه أن يتخذ الخطوة نفسها داخل الإدارة المركزية للحزب. وإذا لم يقم بأي تعديلات في التشكيل الوزاري أو الهيكل القيادي للحزب فإن انهيار سيطرتها على إدارة البلاد سيكون محتومًا”.