أنقرة (زمان التركية) – لا تزال أصداء إحالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو وآخرين من أعضاء حزب العدالة والتنمية للجنة التأديبية تمهيدا لفصلهم تسيطر على المشهد السياسي في تركيا.
رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان أثارت تصريحاته الجدل في اليومين الأخيرين، بعد أن علق على طلب أحد مؤسسي الحزب لقائه، قائلًا: “لقد استقال الرجل من الحزب، ثم يطلب لقائي. إنه رجل في سن السبعين من عمره. ما الذي تريد من لقائي وماذا سيتحدث بعد كل ما حدث يا ترى؟! رغم كل شيء التقيت به، ولكنني وجدت الأمر غريبا”.
الصحف ووسائل الإعلام التركية أكدت أن المقصود من تصريحات أردوغان الساخرة هو بشير أتالاي وزير الداخلية الأسبق ونائب رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو الذي يتحرك في الفترة الأخيرة بالتوازي مع وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان لتأسيس حزبه الجديد.
حسب موقع “أحوال تركية” الإخباري، فإن بشير أتالاي لم يتقدم باستقالته من حزب العدالة والتنمية قبل طلب موعد للقاء أردوغان، على حد زعم الأخير.
وأشار إلى أن أتالاي التقى بأردوغان أولًا، ثم تقدَّم باستقالته من الحزب.
وكشف الموقع أن أعضاء لجنة اتخاذ القرار داخل حزب العدالة والتنمية اقترحت على أردوغان عدم فصل الأعضاء المحالين إلى لجنة التأديب، والانتظار إلى أن يقوموا بالاستقالة من تلقاء أنفسهم.
ومنذ فترة دبت الخلافات، داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، اعتراضا على السياسات التي يتبعها الرئيس رجب إردوغان والمتسببة في فقدان الحزب الحاكم الكثير من مؤيديه، وقالت تقارير إن هناك مساع لتأسيس أحزاب جديدة ستضم المنشقين عن حزب إردوغان.
وأصدر الحزب مؤخرا قرارا بتحويل داود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق مع آخرين من الحزب إلى اللجنة التأديبية تمهيدا لفصلهم من العدالة والتنمية الحاكم، وهو ما اعتبره داوود أوغلو بمثابة وقوف ضد المبادئ التي يحرصون على وجودها بالحزب الحاكم.
سياسية العقاب
وتبين أن قائمة الشخصيات المطالب بفصلها من الحزب تضمنت رئيس شعبة حزب العدالة والتنمية في أنقرة سابقا نديم يامالي، ورئيس شعبة الحزب في إسطنبول سابقا سليم تامورجو، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو.
سليم تامورجي، عمدة بلدية إسطنبول السابق أحد القيادات المنتظر فصلهم من حزب العدالة والتنمية، باعتباره أحد الأصوات المعارضة في الحزب، قال إن سياسية العقاب التي يتبعها الحزب الحاكم ورئيسه رجب إردوغان نتائجها ستدمر العدالة والتنمية.
وفي تصريحات عبر قناة يوتيوب حملت اسم Medyascope أفاد تامورجو أن قرار الفصل من الحزب سيكون بداية لمرحلة جديدة في تركيا، قائلا: “إذا كانوا يخافون من حاجة الشعب إلى حزب جديد عليهم أن يعلموا أن هذا الخوف في محله وأنه سيتحقق ما يخافون خلال فترة قصيرة. خلال الفترة الماضية انتظرت أنا ورفاقي أن يدافع العدالة والتنمية عن مبادئه وماضيه”.
وأضاف تامورجي أن هناك من يبعدون العدالة والتنمية عن قيمه، مشيرا إلى أن أصواتهم المعارضة بدأت في الظهور منذ نحو 6 أشهر وكان مطلبهم هو عودة الحزب إلى جوهره، ويتزامن التوقيت الذي ذكره تامورجي مع موعد إجراء الانتخابات المحلية أواخر مارس الماضي والتي فقد خلالها الحزب الحاكم أهم البلديات الكبري لصالح حزب الشعب الجمهوري المعارض.