ملاطية (زمان التركية) – كشفت تصريحات جديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استمرار الخلاف بين أنقرة وواشنطن فيما يتعلق بملف المنطقة الآمنة المقرر إقامتها شمال سوريا.
أردوغان قال في تصريحات أمس من ملاطية: “لقد قمنا بتأمين جزء كبير من الحدود مع سوريا. ولكن المشكلة الأهم بالنسبة لنا هي منطقة شرق الفرات”.
الرئيس التركي اعتبر أن غرض الولايات المتحدة الأمريكية من وراء إقامة المنطقة الآمنة مختلف عن غرض تركيا، قائلًا: “في كل خطوة نقوم بها، نرى أن ما نريده ليس ما يقصدونه. حليفنا يريد إقامة منطقة آمنة من أجل التنظيم الإرهابي” في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية.
وهدد أردوغان بأن “تركيا ستقوم بما تريد بمفردها، ما لم يتم التوصل لاتفاق مع الإدارة الأمريكية بحلول نهاية الشهر الجاري”، ويشمل تهديد أردوغان شن هجوم على القوات الكردية في شرق الفرات شمال سوريا.
ويأتي ذلك رغم انطلاق أولى الدوريات البرية الأمريكية التركية المشتركة في المنطقة الآمنة شمال سوريا، أمس الأحد، وسبق ذلك طلعات جوية أمريكية في شمال سوريا لتأمين المنطقة.
وقال إردوغان: “هذا العمل، لا يتم من خلال دورية مكونة من 5-6 مدرعات و3-5 طائرات مروحية. سننتظر حتى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، إن لم يحدث ما نريده، سنقوم بإقامة المنطقة الآمنة بأنفسنا”.
لا يخدم المصالح المشتركة
وكان رئيس أركان الجيش الأمريكي جوزيف دانفورد قال إن سيطرة وتحكم أنقرة بالمنطقة الآمنة المقرر إقامتها في شمال سوريا، لن يخدم المصالح المشتركة لتركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتعليقا على التهديد التركي المتكرر بشن عمل عسكري في شرق الفرات، قال: “هناك احتمال أن يذهبوا إلى سوريا بمفردهم، ولكن هذا لن يكون مفيدًا لمصالحنا المشتركة”.
وحول طلب تركيا إنهاء وجود القوات الكردية في شرق الفرات، قال الجنرال الأمريكي دانفورد إن حديث تركيا عن انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة، غير مقبول لأن هناك حاجة للتحالف مع القوات الكردية من أجل مكافحة داعش.
وقال: “من المهم تدريب قوات محلية من أجل تحقيق الأمن في المناطق المحررة من الإرهابيين”.
واتفق الجانبان التركي والأمريكي في 7 أغسطس الماضي على تشكيل “منطقة آمنة” بعمق أقل من 20 ميلا حسبما كشف مؤخرا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو أقل مما طلبته تركيا، فيما لما تقبل واشنطن أيضا بوضع المنطقة الآمنة تحت سيطرة تركيا المطلقة.
–