القاهرة (زمان التركية)ــ أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن هناك حاجة إلى جهد استثنائي من قِبل مجتمع الأرشيفين والوثائقيين في شتى أنحاء العالم للحفاظ الذاكرة الحية للشعب الفلسطيني، التي يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تجريفها.
جاء ذلك خلال كلمة ايو الغيط اليوم الإثنين في الاحتفال بيوم الوثيقة العربية، برئاسة الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
وكان نص كلمة الأمين العام للجامعة العربية، كالتالي:
يسعدني أن أرحب بكم اليوم في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية “بيت العرب”، وأن أشكركم علي مشاركتكم في الاحتفال بيوم الوثيقة العربية، وأوجه التحية إلى كل الوثائقيين العرب ومؤسسات ودور الوثائق العربية في هذه المناسبة.
يأتي احتفالُنا هذا العام بيوم الوثيقة العربية تحت عنوان “الأرشيفات العربية: الواقع والمأمول” ليؤكد على أهمية الأرشيف الوثائقي الذى يمثل جزءاً لا يتجزأ من الموروث الثقافي العربي وأحد مقومات الهوية الوطنية للأمة العربية… والذى يُعد الحفاظ عليه مسئولية قومية.
وقد حرصت جامعة الدول العربية دوماً على تقديم الدعم السياسي والمعنوي اللازم لهذه القضية المهمة، ووضعت استراتيجية عربية موحدة بالتعاون مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، أقرها مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري عام 2016. وقد اشتملت هذه الاستراتيجية على ميثاقٍ عربي للأرشيف يهدف الى النهوض بهذا القطاع فى الدول العربية وتطويره مواكبةً للتقدم الجاري فى هذا المجال…، وتضمنت الاستراتيجية كذلك الحث على اتباع سياساتٍ أرشيفية عربية موحدة، وتوسيع آفاق التعاون بين الدول العربية فى ميدان الأرشيف… لاسيما من خلال تبادل الخبرات والممارسات الناجحة، ونشر التوعية بأهمية الأرشيف ودوره فى المجتمع على المستويات العربية والاقليمية والدولية… وذلك تحت اشراف الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف.
وفى هذا الاطار، أدعو الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف الى تكثيف كل الجهود الممكنة لتنفيذ بنود هذه الاستراتيجية التى وضعت خطة عمل وآليات فنية محددة لتطوير واقع الأرشيف العربي للارتقاء به الى مستويات أعلى… كما اتطلع إلى أن تُصدر الندوة العلمية التى يعقدها الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف فى ختام يوم الوثيقة العربية توصياتها فى هذا الصدد، متمنياً لأعمال الندوة كل التوفيق.
السيدات والسادة،
تُشكل الأرشيفات العربية، بمفهومها الحضاري والثقافي وبمضمونها القومي العربي، واحدةً من أبرز التحديات التى تواجه العمل العربي المشترك فى ضوء ما تواجهه الأرشيفات العربية من محاولاتٍ لطمس هويتها وتزوير مضمونها التاريخي، اضافة الى تزوير وتشويه التراث الفكري للأمة العربية.
ولعل هذا اليوم يمثل فرصةً سانحةً لتسليط الضوء على ما تتعرض له ذاكرة الشعب الفلسطيني يومياً من استلاب واغتصاب من قبل الاحتلال الإسرائيلي… الأمر الذي يتطلب جهداً استثنائياً من قِبل مجتمع الأرشيفين والوثائقيين في شتى أنحاء العالم للحفاظ على تلك الذاكرة الحية للشعب الفلسطيني.
وفى هذا السياق، لا يفوتني أن أتوجه بخالص التهنئة الى جمهورية السودان على النجاح الباهر الذى حققته الفعاليات الثقافية التى عُقدت فى مدينة بورسودان والتى اختيرت عاصمة للثقافة العربية لعام 2019… وقد أسهمت هذه الفعالية فى التأكيد على خصوصية وتميز المشروع الثقافي الوطني السوداني في المنطقتين العربية والأفريقية… كما أوجه التهنئة الى دولة فلسطين على اختيار مدينة بيت لحم عاصمة للثقافة العربية لعام 2020، وكلى ثقة فى قدرتها على استضافة هذا الحدث المهم… وأتطلع لأن يكون العام القادم فرصة لتسليط الضوء على وضع المدينة التى شهدت ميلاد السيد المسيح عليه السلام … وما يعانيه أهلها جراء الاحتلال والحصار والتذليل.
وأخيراً، فإنه من دواعي السعادة في هذه الفعالية السنوية أن نشهد تكريم دار الأرشيف الوطني بالجمهورية التونسية، وكذلك الشخصيات العربية صاحبة الإنجاز والإسهام المتميز في مجال الحفاظ على الوثيقة العربية … ونوجه كل الشكر والتقدير الى كل من قام ويقوم على حفظ وثائقنا وتراثنا العربي … ذلك أن شعباً بلا ذاكرة هو بالتأكيد شعبٌ بلا مستقبل.
شكـراً لكــم،،
–