أنقرة (زمان التركية) – أرسل الرئيس التركي رجب أردوغان رسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال رحلة عودته من الجولة الأفريقية إلى تركيا، معتبرا فيها أن مسار أستانا أصبح منعدما في ظل عدم التزام النظام السوري بالاتفاقات الموقعة فيه وأبرزها وقف إطلاق النار.
رسالة أردوغان إلى بوتين كانت تتعلق بالأزمة السورية، واستمرار هجمات قوات الجيش السوري على مدينة إدلب بدعم من المقاتلات الروسية.
أردوغان قال في رسالته: “صبرنا عليهم له حدود. لن نقف هكذا بعد ذلك. إن كنا شركاء، على روسيا أن تحدد موقفها في هذا الأمر”.
وأعرب أردوغان عن غضبه من استمرار قصف الجيش السوري لمدينة إدلب، بالرغم من تواجد القوات التركية فيها بموجب اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في اجتماعات أستانا التي بدأت بشأن سوريا نهاية 2017 بين أنقرة وطهران وموسكو.
أردوغان أشار إلى أنه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاختيار إما تغيير علاقته مع سوريا أو اتباع علاقات مختلفة مع تركيا.
وأضاف أردوغان: “حسب الوضع الراهن، روسيا لم تلتزم باجتماعات أستانا، أو حتى سوتشي. رجالنا يجرون لقاءات مع نظرائهم. ويقولون لهم في تلك اللقاءات: إما أن توقفوا هذا القصف وهذه الهجمات على إدلب، وإلا فإن صبرنا ينفذ. وسنقوم بعمل اللازم بعد ذلك” في إشارة إلى اجتماع رئيسا المخابرات التركي والسوري في موسكو هذا الشهر.
أردوغان صرح بذلك لعدد من الصحفيين على متن طائرة الرئاسة التركية، خلال عودته من السنغال.
وأوضح أردوغان أن الفترة الأخيرة شهدت سقوط قذائف مدفعية على نقاط المراقبة التابعة للقوات التركية في حلب، قائلًا: “سنصبر على ذلك حتى حدود معينة. لقد صبرنا حتى اليوم ولكن لن نقف هكذا بعد ذلك”.
ووجه أردوغان انتقادات لروسيا بسبب هجماتها التي تقول إنها لمكافحة الإرهاب في دلب التي يتواجد فيها أيضا عناصر هيئة تحرير الشام اللمنحدرون من تنظيم القاعدة، قائلًا: “من هم الإرهابيون؟ هل من يدافع عن أرضه إرهابي؟ إنهم مقاومة. إن سألتهم ستجد أنهم يقولون إن 4 ملايين سوري آخرين في تركيا إرهابيون. من أين فروا هؤلاء؟ جاءوا فارين من ظلم الأسد”.
أما فيما يتعلق بمفاوضات أستانا، قال أردوغان في رده على الصحفيين: “لم يتبق شيء مما يسمى مفاوضات أستانة. مفاوضات أستانة غائبة الآن.”
ومؤخرًا سيطر الجيش السوري على بلدة معرة النعمان الاستراتيجية أكبر البلدات في جنوب إدلب بشمال سوريا، في ظل هجوم بري كانت قوات الجيش السوري والعناصر المدعومة من إيران، قد بدأته على المناطق الريفية الجنوبية والغربية بمنطقة خفض التوتر في إدلب، يوم 17 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وأسفر الهجوم البري عن نزوح عدد كبير من المدنيين من أهالي إدلب إلى الشريط الحدودي مع تركيا، والتي وصل عددها إلى نحو 480 ألف مدني وصلوا إلى الحدود التركية.
مع دخول قوات الجيش السوري إلى مدينة إدلب، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنه سترد بدون أي تردد على أي محاولات قد تعرض نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب للخطر.
وأقام الجيش التركي، منذ بداية 2018، 12 نقطة مراقبة في إدلب وحولها، بموجب اتفاق “خفض التوتر” المعلن في محادثات “أستانة”.
وعقب التقدم البري لقوات الجيش السوري في شمال سوريا، حوصرت الشهر الماضي نقطة المراقبة في مدينة مورك بريف حماة ونقطة مراقبة الصرمان بريف إدلب، فيما باتت نقطة المراقبة في معرحطاط بالقرب من مدينة معرة النعمان، شبه محاصرة.
–