أنقرة (زمان التركية)ـــ قال الباحث السياسي محمد أبو سبحة، المتخصص في الشأن التركي، إن انسحاب الجيش التركي من نقاط المراقبة التي أنشأها في شمال سوريا بداية من عام 2018 باتت خطوة منتظرة، إن لم يتم إحياء مسار أستانا من جديد.
وأكد أبو سبحة في تصريحات خاصة لموقع (صوت الدار)، إن تهديد أردوغان بالتحرك العسكري في سوريا، لا يتعدى كونه رجاء بالإلتزام بما تم التوصل إليه بين رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان، ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، خلال الاجتماع الأخير الذي عقد بينمها في موسكو هذا الشهر بعدم الاعتداء على نقاط المراقبة المحاصرة.
وأوضح أن هذه الاتفاق هو أول اتفاق معلن من نوعه بين الطرفين تبعه تقدم بري واسع للجيش السوري في جنوب إدلب الذي اقترب من طريق حلب دمشق الدولي بعد السيطرة على “معرة النعمان” الاستراتيجية.
وتابع أنه من الناحية العملية فإن اتفاق “استانا” انتهى كما صرح بذلك أردوغان، وموسكو منحت الجيش السوري الضوء الأخضر لتنفيذ معركة إدلب المؤجلة، بعدما فشل تركيا في تحقيق الشرط التعجيزي الذي وضعته موسكو ودمشق، وقبلت به أنقرة في اتفاق سوتشي ألا وهو إخراج هيئة تحرير الشام -فرع القاعدة- وأسلحتها الثقيلة من المنطقة من أجل إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب.
ومضى الباحث المصري قائلا: إن تركيا سلمت إدلب رسميا إلى النظام السوري، والحليفان الروسي والإيراني بعد أن سُمح لأردوغان بتنفيذ عملية نبع السلام، العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شرق الفرات خلال شهر أكتوبر الماضي، وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في موسكو لاحقا دخل الجيش السوري لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية مناطق في الشمال السوري بموافقة تركية.
ولفت إلى أن الجيش السوري يتقدم يوما بعد يوم، وبالنسبة إلى تركيا دخول الجيش السوري إلى الشمال السوري أفضل من بقاء القوات الكردية بها.
وبالعودة لتهديدات الرئيس التركي ودفاعه عن مقاتلي المعارضة، أكد أبو سبحة أنها لا تتعدى كونها محاولة للاستمرار في خداع واستغلال المعارضة المسلحة التي نجح أردوغان في حرفها عن هدفها واستغلالها لخدمة مشروعه في القضاء على النفوذ الكردي بشمال سوريا، وهو ملف خدم دمشق مثلما خدم أنقرة، وها هو اليوم يحولهم إلى مرتزقة ويستخدمهم للقتال في تركيا.